أفادت صحيفة “إل موندو” الاسبانية أن انسحاب تنظيم الدولة داعش من دير الزور السورية، سيجعل الباب مفتوحا وبشكل واضح جدا لحرب بالوكالة ستنطلق في أقرب وقت.
وأفادت الصحيفة الاسبانية في تقرير لها :” انسحاب التنظيم حرمه من منطقة هامة كان يستفيد فيها من الموارد الطاقية لتأمين مداخيله”، موضحة :”يمكن أن يندلع صراع بين واشنطن وحلفائها الأكراد من جهة وموسكو وطهران ونظام الأسد من جهة أخرى في سبيل السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية”.
وواصل التقرير نفسه :” قوات النظام السوري أعلنت يوم أمس الخميس عن استعادتها لمدينة دير الزور بالكامل من قبضة تنظيم الدولة، ما دفع بمقاتلي التنظيم نحو الصحراء الشاسعة في شرق البلاد. وعلى الرغم من امتداد جزء هام من الصحراء في شرقي سوريا، إلا أن هذه المنطقة تمتاز بوفرة الموارد الطاقية وأهمية موقعها على المستوى الإستراتيجي”، مذكرا :” إعلام النظام السوري تحدث بفخر كبير عن هذه التطورات في دير الزور، باعتبار أنها تدخل ضمن جهود بشار الأسد لإعادة تنظيم صفوفه والظهور في ثوب المنتصر في هذه الحرب، بالتزامن مع تراجع أصوات المجتمع الدولي المطالبة بتنحيه عن السلطة”.
وشددت “إلموندو” :”تنظيم الدولة حاصر مدينة دير الزور منذ شهر مايو من سنة 2015، مع العلم أنه كان فيها حوالي 7 آلاف من قوات بشار الأسد، و180 ألفا من المدنيين. وقد نجح التنظيم في فرض سيطرته بسهولة وسرعة بفضل جمعه بين إستراتيجية العنف والترهيب، وقدرته على عقد التحالفات مع السكان المحليين باستخدام إغراأت المال وأرباح بيع الموارد الطاقية”، موضحة :” تراجع قوة تنظيم الدولة تعود بالأساس إلى نجاح طيران القوات الروسية والتحالف الدولي من خلال استهداف بنيته التحتية، التي كان يعتمد عليها لاستخراج ونقل المواد الطاقية خلال العامين الماضيين”.
وأفادت الصحيفة :” تقهقر نفوذ التنظيم في دير الزور يفتح الباب أمام حرب بالوكالة، تدعم فيها واشنطن قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر عليها أغلبية كردية مقربة من منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، بينما تدعم روسيا وإيران قوات نظام بشار الأسد ومجموعة من المليشيات الشيعية، من أبرزها حزب الله اللبناني”، موردة :” لدى كل من التحالف الأمريكي وقوات سوريا الديمقراطية، وروسيا وإيران والأسد أهدافا متباينة في سوريا، حيث ستعمل مختلف هذه الأطراف على تحقيقها الآن بعد هزيمة عدوهم المشترك، تنظيم الدولة”.
وأفادت الصحيفة :” تتمثل هذه الأهداف أساسا،، في السيطرة على موارد الطاقة التي خلفها التنظيم، كما ستسعى طهران لتحقيق هدف آخر فردي يتمثل في فتح ممر مباشر من إيران نحو لبنان، سوف يوسع نفوذها في المنطقة ويمكنها من نقل السلاح لحلفائها”، محذرة :” احتدام التنافس بين التحالفين ينذر باشتعال فتيل النزاع في أي لحظة، في ظل تزايد احتمالات وقوع حوادث أو مواجهات مباشرة. فقبل أسبوعين، سيطرت قوات النظام السوري على مدينة الميادين القريبة من دير الزور، وفي نفس الوقت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن سيطرتها على آبار النفط في منطقة حقل العمر النفطي”.