تزيد الأوضاع في مصر ومنذ الثورة سنة 2011 تأزمها، خصوصا بعد استعادة العسكر للحكم بعيد انقلاب 3 يوليوز الذي عاد بعده الاخوان المسلمون إلى السجون، ومسك الجنرال عبد الفتاح السيسي الحكم بالنار والحديد.
وفي خضم هذه الأحداث، أفاد حسن نافعة، عضو جبهة التضامن، والاستتاذ في العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الوضع في مصر الآن، هو الأسوء والأكثر توحشا وقمعا، بطريقة أجهزت على جميع مكتسبات الثورة المصرية التي خرجت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وقال نافعة في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” لم أجد مصر في حياتي في أسوأ مرحلة كما هو الحال بها الآن، حيث الأفق المسدود في كل شيء، سواء حرية التعبير أو التعامل مع المعارضين ووسائل الإعلام والصحافة وحرية الكتابة، وصولا إلى إغلاق المكتبات، بل وصل الأمر إلى المنع من السفر أو التعامل بطريقة غير لائقة مع المسافرين كما حدث معي، من استجواب وتفتيش ذاتي، بل واطلاع على أجهزة الاتصال الخاصة بي، من موبايلات وخلافه، والتفتيش فيها، وهذا تصرف يتجاوز كل الحدود، فلم يعد هناك أي خصوصية على الإطلاق”، مضيفا :” وأعتقد أن سبب المشاكل السياسية راجع الى عدم كفاءة النظام وتصرفه بغشم شديد، وليس أحوال سياسية. فلم أر في حياتي نظام مر على مصر بهذا التراجع في الكفاءة وعديم الحس السياسي بهذا الشكل، فالأفق يكاد يكون مسدودا إن لم يكن مسدودا بالفعل، وهو أسوأ من نظام مبارك رغم كل فساده، ولكن كان لديه قدرا من الرشد، وكان يعرف كيف يوظف الكفاأت لديه، ومتى يكون حادا وجافا ومتى يكون لديه مرونة، على عكس ما يجري الآن تماما.”
واعتبر المتحدث نفسه أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر نظريا، مستدركا :” هناك انسدادا في الأفق بالنسبة للمعارضة التي يمكن أن تكون بديلا لهذا النظام، حتى هذه اللحظة لا توجد معارضة حقيقية، وكل المحاولات التي تبذل في هذا السياق للأسف لا تنجح ويكون مصيرها الفشل، خاصة في ظل عدم قدرة هذه المعارضة على تحريك الشارع أو تقديم المرشح المنافس الحقيقي، وبهذا يمكننا القول إنه لا يوجد بديل حقيقي وقادر على تولي السلطة وإدارة شؤون البلاد”.
وحول مسألة فوز السيسي بولاية ثانية، أفاد نافعة :” حتى الآن هذا صحيح على أرض الواقع، وهذا سيحدث لأن كل المؤشرات تقول ذلك.. معارضة ضعيفة كما أشرت وشعب غير قادر على الحركة، ونظام يمتلك الدبابة التي جاء بها وهي التي تسيطر حتى الآن”، مستطردا حول الطريقة التي يمكن انهاء النظام به بالقول :” إذا العقلاء داخل النظام والمؤسسة العسكرية رأوا أن هذا الرجل يمكن أن يقود البلاد الى ثورة جياع تؤدي إلى الفوضي؛ فلا محالة هنا.. من الممكن أن يتحرك هؤلاء للحفاظ على البلاد من سيناريو مدمر، ولكن كل هذه تحليلات وليست معلومات. ولكن بالتاكيد هناك من يرفض ما يجري، ولكن التحرك يتوقف على حجم هؤلاء الأشخاص وتاثيرهم، وكذلك مدى سيطرة السيسي على المؤسسة العسكرية والتحكم في اتخاذ القرار بها”.