ظهرت المشاكل القوية بين قياديي حزب العدالة والتنمية لأول مرة إلى العلن، بعد أن كانت دائما حكرا على المطبخ الداخلي.
هذه المرة المشكل ظهر بين أبرز قياديين في الحزب، وهما أمينه العام عبد الإله بنكيران، ووزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد، العضو في الحزب، إذ اعتبر الأخير أن تصريحات بنكيران الأخيرة له جاءت للانتقام منه بعد أن رفض التجديد له.
وقال الرميد في تدوينة له نشرها على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” :”لأخ الأمين العام للحزب وخلافا لما ورد في توجيهه الصادر في 16 أكتوبر 2017، والذي لاحظ فيه على بعض التفاعلات بين أعضاء الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها لم تنضبط على العموم لمنهج وآداب الاختلاف، ومست بأخلاق الأخوة والاحترام المطلوب بين مناضلي الحزب”، مضيفا أن “بعضها اشتط إلى حد الإساءة للأشخاص والانتصار والتعصب لفكرة أو رأي أ اختيار” متابعا :” أقول إن كلمة الأخ الأمين العام خالفت التوجيه أعلاه ومست بعموم الإخوة القياديين، وانتصر فيها لنفسه مسفها جهود الجميع، فهم بين من سافر إلى الحج، وبين من رفض المشاركة في الحملة الانتخابية ومن لم يكن يريد مشاركة الحزب أصلا في تلك الانتخابات، ومنهم من قام بحملة انتخابية محدودة (على قدر الحال على حد تعبيره)… يضيف عن نفسه أنه (مات مع تلك الانتخابات)”.
وواصل المتحدث نفسه :” ولإثبات عدم صحة مزاعم الأخ الأمين العام بشأن إخوانه وأخواته في قيادة الحزب، مع التنويه ببلائه الحسن في الحملات الانتخابية لأن ذلك من الانصاف والاعتراف لكل ذي فضل بفضله يكفي أن أذكر أني أنا المصطفى الرميد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المعني الوحيد بالسفر إلى الحج سنة 2011″، مشددا :” لقد فات الأخ الأمين العام أن يذكر رأيي الذي دافعت عنه حينئذ ولم أفلح في إقناعه به هو أن الحزب يحتاج إلى جرعة أخلاقية يجسدها عدم ترشيح بعض الإخوة القياديين ليكونوا قدوة للمناضلين الآخرين في حين يتم ترشيح آخرين لقيادة الحزب داخل البرلمان، وتطوعت للقيام بما اعتبرته مهمة نبيلة”.
وبين الرميد، وزير حقوق الانسان في المغرب :” وخلافا لما زعمه الأخ الأمين العام فإنني شاركت في الحملة الانتخابية بما وسعني من مشاركة، وهكذا وللتاريخ، وتذكيرا للأخ الأمين العام فقد خضت الحملة مع أعضاء الحزب في الدار البيضاء وسيدي بنور ووجدة وبركان وتيزنيت والعيون وبوجدور وغيرها”، مسجلا :” الصيغة التي أورد بها الأخ الأمين العام موضوع نضاله الكبير خلال انتخابات 2011 استصغر معها نضال الآخرين من إخوانه في قيادة الحزب، حتى بدوا وكأنهم متخادلون ومفرطون وغير مكثرتين باستحقاقات مرحلة حاسمة من تاريخ الحزب والوطن، وتمجيده لنفسه بشكل جعله وكأنه هو الحزب والحزب هو”.
جدير بالذكر أن المشاكل طرقت باب العدالة والتنمية منذ عزل عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة وتعيين زميله في الحزب سعد الدين العثماني.