على بعد سنة من مقتل الطفل درياح أحمد ياسين الذي كان يبلغ قيد حياته 6 سنوات، فقد قررت محكمة الجنايات بالمقاطعة المنتدبة بني عباس بولاية بشار تقديم المتهمين الستة للمحاكمة يوم 9 نوفمبر القادم.
و أتى قرار العدالة بعد استكمال ملف القضية واعتراف المتهمين بارتكابهم للجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها الطفل درياح أحمد ياسين يوم 13 أكتوبر من السنة الماضية بقرية “مازر” التابعة لبلدية إيقلي جنوب عاصمة الولاية بشار، حيث وجهت لهم تهم جنايات القتل العمدي مع سبق الإصرار المرتكبة بأعمال وحشية، التشويه، إخفاء جثة مع العلم بأنها لشخص مقتول وطمس أثار الجريمة، تكوين جماعة أشرار بغرض الإعداد للجنايات، اختطاف قاصر لم يكمل 18 سنة عن طريق الاستدراج والمترتب عنه وفاة الضحية، احتجاز شخص من دون إذن من السلطات وعدم الإبلاغ عن الجناية.
وكان الضحية قد توارى عن الأنظار، خلال نهاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر من السنة الفارطة، بعدما كان يحتفل رفقة أقرانه من القرية بيوم عاشوراء بالذهاب إلى العائلات لجمع الحلويات والهدايا في إطار التقاليد والعادات المعروفة عن أهل المنطقة، ليعود بعدها إلى بيته حيث تحدث مع والدته، وقال لها إنه عائد ليكمل الاحتفال مع أصحابه.
و منذ تلك اللحظة لم يظهر له أي أثر، ما جعل عائلته، وبعد بحث طويل تقدّم شكوى لدى مصالح الأمن تبلّغ فيها اختفاءه. وقد تجنّدت مصالح الدرك وكذا شباب المنطقة للبحث عن الطفل أحمد ياسين الذي وجد جثة مفحمة ومنزوعة الأطراف من طرف أحد عمال ورشة للبناء ليتم التعرّف عليها بعد ذلك من طرف الطب الشرعي قبل أن تعثر مصالح الأمن على آلة الجريمة ليتم بعدها توقيف الجناة وهم رجلان وأربعة نساء من عائلة واحدة وإحالتهم على محكمة بني عباس.
وبعد التحقيق معهم ومواجهتهم بالأدلة الدامغة التي توصل إليها التحقيق واعترافهم بالجريمة المرتكبة تم إحالتهم على المؤسسة العقابية بدائرة العبادلة. وبعد مرور قرابة السنة عن الحادثة التي وقعت بدافع الشعوذة، هاهي هيئة العدالة تقرّر تقديم المتهمين على العدالة لتسليط عليهم أقصى العقوبة، خاصة وأن الحادثة المأساوية، خلّفت حالة من الحزن والأسى، لدى سكان بشار، الذين اعتبروها سابقة في تاريخ هذه الولاية الصحراوية الهادئة.