أكد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية أن الثورات العربية لازالت لم تبح بكل أسرارها، متوقعا جزء ثانيا يحقق طموحات الشعوب بالحرية والرخاء والكرامة.
وقال الغنوشي في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” لن تبقى أرض العرب سجناً أو ساحة حرب أهلية وفوضى، فهذه إرهاصات الثورات، والثورات لا تنتصر بمجرد إعلانها وإنما بين مرحلة الإعلان وبين مرحلة التتويج فترة تمتد أحيانا عشرات السنين مثلما حدث في الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات، ولا أرى مبرراً لأن يظل العرب ثقباً أسود في هذا العالم، فالديمقراطية تجول في كل مكان إلا عالمنا العربي، ربما لكثرة الضغوط الخارجية عليها لأهمية تلك المنطقة ولوجود الكيان الصهيوني بها، ولكن قوى الشباب ستنتصر إن شاء الله”.
وحول التقارب السعودي الاسرائيلي، علق الغنوشي :” أدعو كافة شعوب وحكام العرب إلى التصالح فيما بينهم؛ لأنهم إخوة وتصالحهم واجب وملزم بدلاً من التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضنا ويعتدي على مقدساتنا، ودعوتي هذه موجهة للجميع بمن فيهم شعوب وحكام الخليج.
فليس من المنطقي أن يظل يأكُل العرب بعضهم بعضاً ويتناحرون فيما بينهم بالرغم من وحدة الدين واللغة والمصير؛ ويهرولون للتطبيع مع أعداء الأمة من الصهاينة؛ بينما العالم على اختلافه يتجه إلى التعاون والاندماج”، مضيفا حول الأزمة القطرية :” ما حصل سيء وسلبي وأرجو ألا يحصل ما هو أسوأ من ذلك وأن تأخذ الأمور طريق الانخفاض والتهدئة بدلا من أن ترتكب مزيد من الحماقات التي تزيد الوضع تعقيداً”.
وتطرق المتحدث نفسه للأزمة الليبية، إذ أفاد :” الوضع في ليبيا يتجه نحو الاستقرار في المستقبل القريب ومن المتوقع التوصل إلى حل قريب برعاية الحكومة التونسية والمبعوث الدولي للأمم المتحدة يلتقي عليه الأشقاء في ليبيا، كما أننا في النهضة ندعم جهود الدولة التونسية بقوة في احتضان المصالحة الليبية وتشجيع كافة المجموعات الليبية من أجل مستقبل أفضل في ليبيا”.
أما عن وضع تونس، أفاد الغنوشي :” تونس والنهضة كلاهما بخير والحمد لله، ففي عهد النهضة نعمة الأمن متوفرة في البلاد، ونعمة الحرية متاحة للجميع، وذلك مطلبنا منذ دخلنا حلبة الحياة السياسية، الراية الوحيدة التي رفعناها هي راية الحرية لنا وللجميع وهي اليوم متوفرة، فلدينا حرية الصحف ووسائل الإعلام، وكذلك حرية تكوين الأحزاب والجمعيات، والانتخابات الحرة النزيهة أيضاً، والقضاء المستقل.
ولا ننسى أننا في تونس لا زلنا نمر بمرحلة انتقالية بعد 60 سنة من حكم الاستبداد والصوت الواحد، والبلاد تتجه إلى انتخابات حكم محلي وهي انتخابات لها دور مهم جداً في توزيع السلطة، وتحميل الآلاف من المنتخبين في المحليات من القيادات الشابة مسؤولية مناطقهم بما يخفف العبء عن المركز ويتحقق المزيد من المشاركة في السلطة بما يجعل العودة إلى الوراء أصعب”.