قرر الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إنشاء مجمع لدراسة الحديث النبوي في المدينة المنورة، وهي الخطوة التي أثارت بعض الجدل، خصوصا بعد الحملة التي تقوم بها المملكة ضد العلماء والدعاة المعارضين.
وأفاد تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية واسعة الانتشار :” مهمة هذا المجمع ستكون تنقية الأحاديث النبوية، كوسيلة لمحاربة التفسير المتطرف للدين، لافتا إلى أنه بحسب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، فإن المجمع سيكون المصدر الموثوق للأحاديث الصحيحة، واصفة التحرك بأنه مبادرة غير مسبوقة”، مفيدة :” العلماء سيقومون بدراسة الأحاديث، وتمحيص الصحيح من الموضوع، وتنظيفها من النصوص المتطرفة، وأي نص يناقض الإسلام، ويبرر ارتكاب الجرائم والقتل والإرهاب، الذي لا مكان له في الدين”.
وواصل التقرير :” الملك سلمان عين عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن حسن الشيخ مديرا للمجمع، حيث سيتم تعيين أعضاء مجلسه بمرسوم ملكي”، معلقا :” السلطات السعودية تشعر بالقلق من التطرف داخليا وخارجيا، الذي كان وراء توتر علاقاتها مع الغرب في مرحلة ما بعد 11/ 9″.
ونقلت الغارديان في هذا الصدد تصريحا لجين كيننمونت، الزميلة الباحثة في معهد “تشاتام هاوس” قالت فيه :” سيقولون إن الاتهامات (ضدهم) أصبحت قديمة، لكنهم يعرفون أنها كعب أخيل لهم في الغرب، فالقيادة السعودية، التي تهتم أكثر بصورتها والعلاقات العامة، تريد بشكل صادق معالجة التطرف”، حيث تواجه السعودية ضغوطا دولية في اليمن”، مضيفة :” الأمم المتحدة وافقت الشهر الماضي على إنشاء لجنة تحقيق مستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، التي ارتكبها طرفا الحرب الأهلية”.
وأشارت المصادر ذاتها :” السعودية بدأت حملة جوية في عام 2015؛ لطرد المتمردين الحوثيين من العاصمة صنعاء، وإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي، مشيرة إلى أن السعودية والدول المتحالفة معها تتهم باستهداف المدنيين، ومفاقمة الكارثة الإنسانية، وتدمير المدارس والمستشفيات والبنى التحتية”، مذكرة :” هناك تقرير نشرته جمعية “هنري جاكسون” في لندن كشف عن قيام السعودية بالترويج للتطرف في بريطانيا وأوروبا بشكل عام، وجاء فيه: “رعت السعودية منذ ستينيات القرن الماضي جهودا بملايين الدولارات؛ لتصدير الفكر الوهابي للعالم الإسلامي، بما فيها المجتمعات المسلمة في الغرب”، لتختتم بالقول :” تقريرها بالإشارة إلى أنه جاء في تقرير الجمعية أن “الدعم في بريطانيا اتخذ شكل الوقفيات للمساجد والمؤسسات التعليمية، التي استقبلت دعاة متطرفين، ووزعت الأدبيات المتطرفة، واتخذ التأثير شكل تدريب القادة المسلمين في بريطانيا في المعاهد الدينية السعودية، وكذلك تبني المقررات الدراسية السعودية في عدد من المدارس الإسلامية المستقلة في بريطانيا”.
وكانت السعودية قد أنشأت مركزا لمحاربة التطرف، افتتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للسعودية، وهي الزيارة التي أرادت فيه السعودية التأكيد على مسألة تبرؤها من أي دعم للتيارات الجهادية في العالم.