كانت مدينة الرقة السورية، تعتبر من أبرز معاقل تنظيم الدولة داعش، لكن طرده منها سيعيد ترتيب أوراق المدينة التي أصبحت وبدون شك مفتوحة في وجه النظام وداعمه الشيعي الأبرز إيران.
وتطرقت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريرا عن مصير مدينة الرقة بعد سقوط داعش، إذ أفادت :” “بلا شك، فإن هزيمة تنظيم الدولة على يد قوات سوريا الديمقراطية في العاصمة الفعلية له تعد انتصارا مهما في الحرب المتعددة الجبهات لتطهير سوريا من الخلافة السامة، وستكون رقصة حرب لو لم تعرف واشنطن وحلفاؤها سريعا ما الذي يجب عمله بعد ذلك وكيفية تحقيقه”، مضيفة :” القوى المتعددة، من الأتراك والروس والإيرانيين والسعوديين والأكراد، توافق على هدف واحد، فإنها ستحقق هدفها سريعا، فبعد خسارة تنظيم الدولة آخر معقل مدني له، فإنه يجد نفسه محاصرا في المناطق الغنية بالنفط، لكن المقفرة والقريبة من الحدود السورية مع العراق، والتحدي الآن هو كيفية توحيد الجبهة بين الأطراف التي يحمل كل واحد منها أجندته الخاصة؛ من أجل منع تنظيم الدولة من إعادة ترتيب نفسه بأي شكل من الأشكال، أو الاستفادة من الفوضى التي ستظهر”.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها لعدد اليوم الخميس :” هناك مخاطر نتيجة هذا الوضع، ما تحدث عنه مدير المخابرات البريطانية (أم آي فايف) يوم الثلاثاء من أن المخاطر القادمة على الغرب من أفريقيا، فالخلافة ربما تتقلص، إلا أنها لم تنهزم بصفتها قوة أيديولوجية، وأكثر من هذا فإن خروج تنظيم الدولة من المناطق التي كان يديرها حررته من الأمور البيروقراطية، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان الذين كان يحكمهم، وسيركز من الآن على حرب التمرد القائمة على الضربات السريعة والأهداف السهلة في الغرب”، لافتة :” الخطر الثاني هو المعركة التي قد تندلع في سوريا بشأن الأراضي التي طرد منها التنظيم، وهي معضلة لم تجهز لها أمريكا، وبدا واضحا من ضعف الإدارة الأمريكية تفسير رقعة الشطرنج في العراق وسوريا، ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوم بتهديدات فارغة ضد إيران، كانت هذه تتحرك مع روسيا والقوات السورية إلى مواقع على أكثر من نقطة في العراق وسوريا”.
واعتبرت “فايننشال تايمز” أن تركيا حليف أمريكا على الورق، لم تتردد في وصل العلاقة بإيران، اذ أفادت :” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان في طهران هذا الشهر، وليس واشنطن التي تحالفت مع الأكراد في الرقة، ولم تقدم التزامات لأي من الطرفين”، مواصلة :”ربما كان تنظيم الدولة في حالة من الهروب، إلا أن تنظيم القاعدة الذي خرج منه كان في أسوأ حال عام 2008، واحتاج فقط 3 سنوات ليستفيد من السياسة المتخبطة التي قامت بها حكومة بغداد ضد السنة في العراق، ما فتح الباب أمام خروج تنظيم القاعدة في العراق بشكل أخطر مما كان عليه”.
وختمت الصحيفة البريطانية بالإشارة :” دون خطة سريعة تشمل السنة، حول إدارة المناطق السورية التي تمت السيطرة عليها، فإن الأمر ذاته سيحدث مرة أخرى، وحتى تبدأ الولايات المتحدة وحلفاؤها التفكير بطريقة استراتيجية، فإن خسائر تنظيم الدولة ستصبح مكاسب لنظام دمشق وراعيته إيران”.