العنف المدرسي ليس له حدود، و هذه المرة العنف المدرسي يمارسه مدير ثانوية بالبليدة على تلميذ قاصر اسمه محمد هشام البالغ من العمر 17 سنة، في وقت طالبت عائلة التلميذ التي تنحدر من سيدي حماد ببلدية مفتاح الواقعة شرق ولاية البليدة، الجهات القضائية بفتح تحقيق مستعجل في ما وصفته بقضية الاعتداء الجسدي الخطير على ابنها الأسبوع الفارط.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن والد التلميذ هشام، قال إن ابنه يوجد في حالة نفسية سيئة لم تنفع معها جميع محاولات تهدئته منذ الأحد الماضي، تاريخ تعرضه للضرب من قبل مدير ثانوية زروق وناس، حيث يزاول دراسته بقسم السنة ثانية ثانوي، وحسب رواية هشام للشروق فإنه بتاريخ 8 أكتوبر الفارط وفي حدود الساعة منتصف النهار كان بصدد مغادرة الثانوية، عندها ناداه المدير الذي كان على مستوى الباب الرئيسي وطلب منه إظهار بطاقة التعريف المدرسية فأشهرها التلميذ وبمجرد خروجه من باب المؤسسة قام هشام بخلع المئزر والبطاقة معا فلحقه المدير ومن دون سابق إنذار قام بصفعة بحجة أنه لم يبد احتراما لشخصه ونزع المئزر والبطاقة في وجهه، فما كان من التلميذ غير الرد بأن تصرفه عادي كونه خارج المؤسسة، عندها قام المدير بسحبه لمكتب المراقب العام وأغلق الباب وانهال عليه بالضرب موجها له عدة صفعات ومن ثم اعتدى عليه بواسطة مظلة كانت بالمكان فأصابه على مستوى العين اليسرى مسببا له نزيفا.
و يؤكد التلميذ أن المشتكى منه لم يتوقف عن ضربه إلا بتدخل عدد من المساعدين التربويين الذين كانوا شهودا على واقعة الاعتداء وافتكوه بصعوبة من قبضة المدير، عندها يقول هشام إنه سقط أرضا غير أن المعتدي ركله بكعب حذائه على مستوى الرأس.
و حسب رواية محمد هشام للشروق فإن مدير المؤسسة احتجزه بالمكتب إلى غاية الساعة السادسة مساء من دون أن يقدم له ولو جرعة ماء أو يسعفه بينما كانت الدماء تنزف من وجهه كما قام بطرد جدته التي جاءت للسؤال عنه بعدما تأخر في العودة إلى المنزل حسب تأكيده، من جهته قال والد التلميذ للشروق إن المشتكى منه أخرج هشام إلى وسط ساحة المؤسسة التربوية في الساعة الرابعة مساء وقام بإهانته أمام العشرات من زملائه مجددا، وأمره ألا يبرح مكانه حتى يكون عبرة لغيره من التلاميذ وأردف الوالد أن المدير تجرد من إنسانيته ولم يرحم دموع ابنه التي كانت تنهمر ولا دمائه التي تسيل. والد الضحية يقول إنه أغمي عليه من هول منظر ابنه الذي تغيرت ملامحه، علما أنه تقدم بعدها بشكوى لدى الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بسيدي حماد الجديدة مرفقا شكواه بشهادة طبية تثبت العجز الذي تعرض له الضحية.
من جهته، أكد هشام في حديثه، أنه ورغم كل العنف الذي تعرض له من قبل المدير إلا أنه بقي رزينا ولم يتعد حدود الأدب، نافيا أن يكون له أي مشاكل سابقة مع الأطر التربوية أو الأساتذة لا سيما أنه التحق بثانوية زروق وناس مند 15 يوما فقط تاريخ تحويله من مؤسسته السابقة، داعيا وزيرة التربية نورية بن غبريط لإنصافه، لا سيما أنه وبعد كل الإهانة والضرر تفاجأ بفصله “تعسفيا” ليواجه مصيرا مجهولا.