قامت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية بنشر تقرير حول الأجانب التي يستقدمهم الجيش الروسي دعم صفوف بشار الأسد خلال الحرب الدائرة حاليا في روسيا.
وأفادت الصحيفة الروسية :” سيتم تجنيد مجموعة من الأجانب من آسيا الوسطى، في المقام الأول، في الجيش الروسي، بموجب عقود. ومن المثير للاهتمام، أن هؤلاء على استعداد للذهاب للحرب في سوريا، علما أنه توجد أعداد هامة من الجنود الروس المشاركين في الحرب التي تدور رحاها في الشرق الأوسط، حيث بعضهم يعمل بصفة تطوعية دون الحصول على مقابل من الدولة”، مؤكدة :” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وافق على إجراء بعض التعديلات على لائحة الإجراأت المتعلقة بالخدمة العسكرية خارج روسيا. وفي الوقت الراهن، من الممكن إرسال جنود أجانب للمشاركة إلى جانب الجيش الروسي في عمليات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب”.
وتابعت المصادر ذاتها :” كان بإمكان مواطني الدول الأجنبية أن يخدموا في القوات المسلحة الروسية بموجب عقد منذ سنة 2003، ولكن لا يحق لهم أن يشغلوا مناصب عليا في الجيش. وخلافا للروس، لا يؤدي مواطنو هذه الدول اليمين أو ما يسمى “بقسم الولاء”، ولكنهم يخضعون لقوانين الدستور الروسي ويمتثلون لمتطلبات الأنظمة العسكرية وأوامر”، مشددة : “في يونيو؛ ألزمت وزارة الدفاع جميع الذين سيدخلون الخدمة العسكرية بموجب عقد، سواء الروس أو الأجانب على حد سواء، بتقديم تقارير عن منشوراتهم الشخصية على شبكة الإنترنت خلال السنوات الثلاث الماضية. كما تعتزم وزارة الدفاع منع المقاتلين من نشر أي معلومات شخصية، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت؛ بشكل يسمح بتحديد مواقع الجنود أو الخدمة”.
وأوردت المصادر ذاتها :” المرسوم الرئاسي ظهر على خلفية موجة من الجدل الدائر حول مصير المقاتلين الروس اللذين تم إلقاء القبض عليهم من قبل مسلحي تنظيم الدولة في 22 سبتمبر، في قرية الشعلة في مدينة دير الزور. والجدير بالذكر أن رومان زابولوتني وغريغوري تسوركانو هما الجنديان اللذان وقعا في أسر قوات التنظيم، كما تم نشر فيديو لهما على الإنترنت، بالتزامن مع بداية الهجوم المضاد الواسع النطاق لمسلحي التنظيم؛ تصدت له قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي”، معلقة :” وبعد ظهور الفيديو، نشرت وزارة الدفاع الروسية على الفور بيانا رسميا أكدت من خلاله أن الجنديين الأسيرين لم يمرا بالإدارة العسكرية الروسية، وإنما ذهبا إلى سوريا كمتطوعين. ووفقا لعضو مجلس مدينة روستوف على نهر الدون، أناتولي كوتلياروف، تم إعدام غريغوري تسوركانو بالإضافة إلى رومان زابولوتني من قبل تنظيم الدولة في الخامس من أكتوبر”.
وواصلت المصادر ذاتها :”سيشارك على الأرجح جنود من آسيا الوسطى جنبا إلى جنب مع مجموعة من المسلمين السنة، إذ أن روسيا التي تعمل جنبا إلى جنب مع بشار الأسد والقوات الشيعية؛ بحاجة لتعزيز الوجود السني. وفي هذا السياق، سيتفاعل جنود آسيا الوسطى بشكل جيد مع القوقازيين الذي قدموا إلى سوريا سابقا، خاصة وأن العديد منهم يرغبون في الحصول على خبرة عسكرية من العمل في الجيش الروسي”، مشيرة: ” من المؤكد أن الجنود الأجانب من دول آسيا الوسطى؛ سيتطوعون في صفوف الجيش الروسي ضد مقاتلي تنظيم الدولة. كما أنه حين يرغب أي شخص من طاجيكستان على سبيل المثال، في الحصول على جواز سفر روسي، فستتيح له خدمته في الجيش الروسي فرصة تحقيق ذلك”، لتستدرك بالقول :” لا توجد بيانات دقيقة عن عدد الناطقين باللغة الروسية الذين يقاتلون في صفوف التنظيم. ولكن، قد تصل الأرقام إلى ستة آلاف مقاتل من مختلف بلدان الاتحاد السوفيتي سابقا، نصفهم جاء من روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي سابقا على غرار قيرغيزستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، إضافة إلى أذربيجان وجورجيا، لكن عدد الملتحقين انخفض مع خسائر التنظيم”.