لم يكن يعلم التلميذ “ش.عقبة” الذي يدرس في الطور المتوسط و البالغ عمره 16 سنة، أن توجهه صبيحة يوم الإثنين إلى مدرسته متوسطة أحمد زيد بمدينة بسكرة، سيكون آخر توجه إلى المدرسة، بعد أن كان ضحية جريمة قتل على إثر تلقيه عدة طعنات سكين وهو في طريقه إلى مؤسسته التربوية مما تسبب في وفاته مباشرة بعد نقله إلى المستشفى في مشهد دراماتيكي مؤلم أحدث حالة هيستيريا وخوف شديدين لدى التلاميذ والمارة وبشكل أخص والدي الضحية، اللذين هرعا لنجدة ابنهما المغدور بعد أن بلغهما خبر طعنه من قبل قاصر غير متمدرس، ودون مهنة عمره 17 سنة، قبل وصوله إلى المتوسطة، و هي الجريمة التي اهتز لها الشارع والوسط التربوي بمدينة بسكرة صبيحة يوم الاثنين.
و تفاصيل هذه الجريمة، تعود إلى صبيحة يوم الإثنين، في حدود الساعة الـ7 و45 دقيقة، على بعد حوالي 20 م عن متوسطة أحمد زيد غير بعيد عن التعاونية العقارية 17 مسكنا بحي العالية غرب مدينة بسكرة، تشير إلى أن الضحية ش.عقبة، وكعادته خرج من منزله بمئزره ومحفظته ليوقفه الجاني المشتبه فيه، ويباغته بطعنات من سلاح أبيض عبارة عن سكين، حيث وجه له طعنتين قاتلتين أصابتاه في القلب والكبد ليسقط والدماء تنزف من صدره أمام مرآى التلاميذ والمارة، فيما تمكن الجاني من الفرار بسلاح الجريمة إلى وجهة غير معلومة. وفور سماع الخبر تنقل والدا الضحية إلى المكان في حالة صدمة من هول الخبر، ليجد الأب والأم ابنهما ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وبالرغم من أنه تم الاستنجاد بالشرطة والحماية المدنية، إلا أن الأب لم ينتظر أمام فلذة كبده المصاب، حيث سارع إلى توقيف إحدى السيارات لنقل الضحية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية أملا في إنقاذه، غير أنه توفي بعد نقله إلى المستشفى.
وحول هذه الجريمة، أشارت مصالح الأمن ببسكرة من خلال بيان لها أن مصالحها سجلت وقوع الجريمة المذكورة، وفور إبلاغها تمكنت عناصر الأمن من التعرف على هوية المشتبه فيه وبعملية بحث سريعة تم توقيفه بمنزل خاله بدائرة لوطاية التابعة للولاية بعد فراره، وحسب ذات البيان الأمني فإن التحريات الأولية تشير إلى أن أسباب هذه الجريمة تعود إلى خلافات بين الضحية والجاني وهما من حي واحد وجيران، حيث وقع بينهما خلاف في وقت سابق لأسباب غير معلومة لحد الساعة، وقد ترصد المشتبه به للضحية صبيحة أمس الاثنين خلال توجهه للدراسة ليعترض طريقه ويوجه له عدة طعنات كانت كافية لقتله، لتبقى التحقيقات كفيلة بإماطة اللثام أكثر عن هذه الجريمة التي اهتز لها الشارع والوسط التربوي البسكري.