نشرت مجلة “فوربس” الشهيرة، تقريرا تطرقت فيه لتهديد حصار قطر من طرف السعودية والإمارات والبحرين للمصالح الأمريكية، علما أن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي كان من بين الداعمين لهذا الحصار.
وقال تقرير “فوربس” :”السعودية تريد الهيمنة على الخليج، فيما تطمح الإمارات لحكم السعودية، وإن بطريقة غير مباشرة، وكلاهما تريدان فرض سيادتهما على الجارة قطر، ولم تفعل الدولتان حتى الآن إلا تقوية استقلال قطر وفضح نفاقهما، ويجب على الولايات المتحدة مواصلة الوساطة من خلال تأكيد الخطأ الذي يقع على المحور العدواني القمعي، أي محور السعودية الإمارات”، مضيفا :” فرضت الرياض وأبو ظبي ما يشبه الحصارعلى المشيخة الصغيرة قطر، وطلبت منها القبول بموقع الدويلة، وانضمت إليهما دولتان، باعتا من قبل سيادتهما: مصر، التي يتلقى رئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي لا يحظى بشعبية، دعما ماليا من السعودية والإمارات، والبحرين، التي قامت العائلة الحاكمة السنية فيها بسحق الدعوات الديمقراطية من الغالبية الشيعية بدعم من السعودية، وانضمت للرباعي المالديف، وإحدى الحكومات المتنافسة في ليبيا، فيما اختارت الكويت وعُمان الوقوف على الحياد، وقدم المحور السعودي الإماراتي لقطر 13 مطلبا غير قابلة للتفاوض، منها وضع سياسات الدوحة تحت الرقابة الأجنبية”.
وتابع المصدر ذاته :”شكل الجغرافيا في الشرق الأوسط، ووجود كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي قادا إلى إثراء أمم غير مهمة تحكمها عائلات صغيرة، ويقول مسؤول في وزارة الخارجية لم يكشف عن اسمه: (لا توجد أيد نظيفة هنا)، خاصة أن جوهر الأزمة يقوم على دعم الإرهاب والعلاقات مع إيران، ويضيف أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عبرتا عن إحباط من قطر، وليس بسبب دعم الإرهاب، فبعد هذا كله كان 15 مهاجما من بين 19 شاركوا في هجمات سبتمبر 2001 سعوديين، بالإضافة لاثنين من الإمارات، وأصبحت للبلدين سمعة غير طيبة في واشنطن؛ نظرا لكونهما مصدرا لتمويل تنظيم القاعدة والجماعات التي تستهدف الولايات المتحدة”، مؤكدا :”نواجه تحديا مستمرا لنقنع المسؤولين السعوديين بأن تمويل الإرهاب النابع من السعودية يجب أن يكون أولوية استراتيجية”، هذا مهم؛ “لأن المانحين من السعوديين يشكلون المصدر الأهم في تمويل الجماعات الإرهابية السنية حول العالم، ولا تزال المملكة قاعدة تمويل مالي لتنظيم القاعدة وحركة طالبان ولشقر طيبة وغيرها من الجماعات الإرهابية بما فيها حركة حماس”.
وأشارت المجلة الأمريكية :” القرصنة التي تعرض لها الحساب الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، أدت إلى انتشار تقارير دامغة عن دعم حكومته لشبكة حقاني في أفغانستان، والراديكاليين الإسلاميين في ليبيا، والجماعات الأخرى، وقبل عدة سنوات دعت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون (لممارسة الضغط على حكومتي السعودية وقطر، اللتين تقدمان دعما سريا ولوجيستيا لتنظيم الدولة والجماعات السنية الراديكالية الأخرى في المنطقة)، وفي العام الماضي اشتكى دونالد ترامب من أن السعوديين هم أكبر ممولي الإرهاب في العالم وفي فترة قريبة لاحظ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس السيناتور بوب كوركر أن حجم الدعم للإرهاب الذي تقدمه السعودية يتقزم أمام الدعم القطري”، مستدركا :” “المسؤولون في واشنطن يقولون إن السعودية حسنت من سجلها، حيث قال مسؤول في الإدارة لصحيفة (فايننشال تايمز) إن (التفاعل والتعاون مع السعوديين تحسن)، لكن ليس بسبب إصلاح الرياض نفسها.،ففي العام الماضي اشتكت وزارة الخزانة الأمريكية من أن السعودية والإمارات دعمتا جماعتين يمنيتين داعمتين لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في مايو أن السعودية وقفت أمام جهود واشنطن لتصنيف الفرع السعودي لتنظيم الدولة منظمة إرهابية، وحصل التقدم بسبب الضغط الأمريكي المستمر، و(لأن الولايات المتحدة جعلت تمويل الإرهاب أولوية، وقامت بطرح الموضوع دون توقف مع هذه الدول كلها) بحسب ما قاله مصدر لصحيفة (فايننشال تايمز)”.
وأشار التقرير :” من المفارقة أن الحملة الإماراتية السعودية نفعت إيران بشكل كبير، وتبدو طهران أكثرعقلانية مقارنة مع الأمراء المدللين، والتفت قطر لإيران طلبا للمساعدة، وتوفير المواد الغذائية التي لم تعد متوفرة عبر السعودية، وبالتأكيد أعادت قطرعلاقاتها الدبلوماسية، وعززت علاقاتها مع تركيا للمساعدة في الحد من التسيد الإماراتي/ السعودي في الخليج”، مختتما بالقول :”في الظرف الطبيعي لم تكن واشنطن لتهتم بالشجار بين نخبة تتظاهر بالورع، لكن الولايات المتحدة جعلت نفسها ضامنا لأمن الخليج، ولا يمكن للإدارة تجاهل النزاع الحالي، خاصة في ظل تهور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يتصرف مثل دب في محل لبيع الأطباق الصينية، فخليج تتسيده السعودية، التي تريد نشر الإمبريالية الوهابية، مع دولة الإمارات المنشغلة ببناء قواعد عسكرية في البونتلاند وصومالي لاند واليمن، سيكون أخطر من ذلك التي تسيطرعليه إيران، ومن هنا فيجب على الرئيس ترامب ممارسة قيادية قوية وإيجابية في شوؤن الشرق الأوسط، ومواجهة الدور المبالغ فيه والسلبي الذي تؤديه الرياض، وعلى المسؤولين الأمريكيين إرسال رسائل بأنهم يتوقعون من الإمارات والسعوديين تنظيف الفوضى التي خلقوها في أقرب وقت”.