قامت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية بنشر تقرير تحدث عن اعتقال الصحفي طارق أبو زيد، والأسباب التي أعطتها السلطة الفلسطينية والتي كانت متناقضة تماما.
وأفاد التقرير :” أبو زيد، الذي يعمل مراسلا في مدينة نابلس لتلفزيون “الأقصى” التابع لحركة حماس في غزة، أخبر أن سبب اعتقاله هو الانتقام لاعتقال حركة حماس في غزة صحافيا يعمل لدى وسيلة إعلام فتحاوية”، مستدركا:” الرواية تغيرت في السجن، بحسب ما قاله أبو زيد للصحيفة، وقيل له إنه معتقل بموجب قانون جديد يتعلق بالجريمة الإلكترونية كان قد أصدره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بداية الصيف، وبأن أبو زيد اخترقه بنشر ملصقات ساخرة من السلطة الفلسطينية على “فيسبوك”.
وذكرت الصحيفة :” أبو زيد ليس هو الصحافي الوحيد الذي استهدفته قوات أمن السلطة الفلسطينية، فهو واحد من خمسة صحافيين تم اعتقالهم في اليوم ذاته الشهر الماضي، بالإضافة إلى أنه تم استدعاء آخرين للتحقيق معهم، في حملة متنامية ضد وسائل الإعلام وضد المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي”، لافتة :” الحملة بدأت في يونيو بقرار السلطة إغلاق حوالي 30 موقعا معارضا، ثم تحرك المسؤولون الفلسطينيون ضد الأفراد، وسط انتقادات لعباس بأنه قد شاخ (82 عاما)، وبأنه أصبح أكثر استبدادا في الوقت الذي يتمسك فيه بالسلطة”.
وتابعت “أوبزيرفر” من بين المواقع التي تم إغلاقها كانت مواقع تعود لأحزاب سياسية معارضة ووسائل إعلام مستقلة، بالإضافة إلى شبكة القدس الإخبارية، التي هي عبارة عن شبكة يديرها متطوعون”، مشددة :” منذ ذلك الوقت، وبحسب تقرير صدر الشهر الماضي عن منظمة العفو الدولية، فإن الحملة توسعت لتسمح للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية “بالاعتقال التعسفي للصحافيين، والتحقيق العنيف، ومصادرة الأجهزة، والاعتداء الجسدي، والمنع من نقل الأخبار”.
ونقل التقرير عن ناشطة بمنظمة العفو الدولية اسمها مجدلينا المغربي قولها :” شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيدا شديدا في هجمات السلطات الفلسطينية ضد الصحافيين والإعلام في محاولة لإسكات المعارضة.. وهذا تراجع مخيف في حرية التعبير في فلسطين، من خلال اعتقال الصحافيين وإغلاق مواقع المعارضة، يبدو أن السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تستخدم تكتيك الدولة البوليسية لإسكات الإعلام الناقد، وتمنع وصول الناس للمعلومات بشكل استبدادي”، ليعلق بالقول :” منظمات حقوق الإنسان في العادة تتهم عباس بتقييد الحريات، إلا أن التحركات الأخيرة تمثل توجها جديدا يحركه بشكل رئيسي الصراع المتنامي على السلطة بين حركة حماس وعباس ومنافسه اللدود في حركة فتح محمد دحلان”، مستطردة :” الأسباب الظاهرية للاعتقال كانت أحيانا تافهة، حيث كان أوضح مثال على ذلك اعتقال أحد الصحافيين لأنه قام بتصوير موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله على هاتفه”.