لقي ثلاثة أطفال من أسرة واحدة و تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، مصرعهم حرقا من ألسنة اللهب المنبعثة من مشواة أعدت داخل المنزل لتحضير وجبة العشاء من لحم الأضحية المشوي بالتجمع السكني النبكة المتواجد بحي المطار ببئر العاتر 90 كم جنوب عاصمة الولاية تبسة، و ذلك ليلة الجمعة إلى فجر اليوم السبت،
و حسب المصادر الإعلامية التي أوردت الخبر، فإن الضحايا الثلاث طفل وشقيقته وبنت عمهما كانوا بالقرب من الطاولة التي نصبت عليها مشواة للحم الأضحية وفي لحظة إهمال وغلفة رش أحدهم مربع المشواة الحديدي بقارورة البنزين وهو ما تسبب في توسع ألسنة اللهب برجوع قطرات البزنين في الاتجاه العكسي مما أدى لاصابتهم وانتشار ألسنة اللهب في أجسادهم بالنظر لطبيعة هذا النوع من المحروقات وبالرغم من نقل الضحايا الثلاث إلى قسم الاستعجالات الطبية بالمؤسسة الأستشفائية العمومية ببئر العاتر الدكتور التيجاني، غير أن قدر الموت عجل برحيل البنتين فيما لفظ الضحية الثالثة أنفاسه الأخيرة ببلدية الماء الأبيض في الطريق لنقله إلى مصلحة الحروق بالمؤسسة الأستشفائية العمومية الجامعية أبن سينا بعنابة حيث تفتقر الولاية لمصلحة متخصصة ويتطلب الأمر في مثل هذه الحالات التحويل الفوري لأكثر من 400 كم نحو عنابة أو باتنة .
وتبقى وقائع هذه الحادثة مثيرة للجدل والتساؤلات سيما بعد أن أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر العاتر بفتح تحقيق قضائي معمق لتحديد طبيعة المادة الحارقة والأسباب الحقيقية التي أدت لوفاة براءة من فلذات اكباد العائلة في ظروف غامضة بعد أن تسربت معلومات عن وجود محلات لبيع المواد الطاقوية والمعدة للتهريب بهذا الحي وبالنظر إلى أن فرضية الرش بقارورة تبقى محل تأكيد أو نفي من خلال نتائج التحقيق القضائي وضبطية أمن دائرة بئر العاتر.
جدير بالذكر أن نفس المأساة “الموت حرقا ” كانت قد وقعت منذ أكثر من 3 سنوات في شهر رمضان المعظم ببمدينة تبسة بعد أنفجار محل لبيع الوقود المخزن فيه الدلاء البلاستيكية والمعدة للتهريب في ظل توسع رهيب لهذه الفضاءات كجريمة حضرية جديدة و التي تعد حاضنة لقنابل موقوتة قد تسبب مجازر للجيران وأصحابها على حد سواء في لحظة أهمال وعدم شعور بالمسؤولية.