اعتبرت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يصلح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشله في شهوره الأولى على رأس البيت الأبيض.
وقالت الصحفية في افتتاحيتها لليوم الأحد :” الشعور بتداعي الأشياء في واشنطن واضح، وهو موضوع قلق جاد ومتزايد للعالم، حيث كانت آخر تحركات ترامب السياسية البلهاء هي إجبار مدير طاقمه رينيس بريبوس على الاستقالة، ما كشف عن الفوضى العارمة في داخل البيت الأبيض، وحتى المراقب المعتدل والمطلع على ما يجري في البيت الأبيض بدأ يشير الآن إلى الجناح الغربي فيه على أنه عش أفاع سامة تتنافس فيما بينها، وحزازات مرة، وعجز صارخ، وفراغ في السلطة لا يقارن”، مضيفا :” مثل بطل من مسرحيات شكسبير ألشرير المهرجء يقوم ترامب بلعب دور للجماهير وحلبة المصارعة، فهو مثل فولستاف السمين والفارس الجبان في مسرحية هنري الرابع لشكسبير، بخلاف أن ترامب يفتقد المرح والوعي بالذات، ووجد مقدمو برامج المساء الهزلية فيه مصدرا لا ينضب من السخرية، ولو لم يضحكوا فإنهم يبكون”.
وتابعت الصحيفة :” يشاهد العالم ما تتكشف عنه التراجيديا التي أصبح فيها الضحايا هم الأمريكيون العزل والنظام الأمريكي المتوازن وسمعته الدولية بصفته نورا ديمقراطيا رائدا”، مشددة:خطاب ترامب المتحزب المثير لاحتقار جماهيره من الشباب الكشافة الأمريكية، حيث عاد ترامب إلى الحملة الانتخابية الرئاسية العام الماضي، وهاجم (الأخبار المزيفة)، وحاول استهداف القاسم المشترك المتدني في النقاش العام، ولا يمكن العثور في خطابه ولو على كلمة واحدة عن الواجب والخدمة والهدف المشترك أو القيم العالية، كان ذلك يشبه البلاعة وألقاه أمام تجمع شبابي مكون من 30 ألفا في ويست فرجينيا، وبدلا من ذلك قدم لهم كوكتيلا من الرهاب والنرجسية، وكل ما قاله كان عن نفسه، وما استطاع تحقيقه ضد الصعاب”.
وقامت الصحيفة البريطانية بالحديث عن الأشهر الأولى لترامب على سدة حكم أمريكا، إذ علقت قائلة :”للسجل فقط، فإنه لم يحقق شيئا، وبعد ستة أشهر من الرئاسة، ورغم سيطرة الجمهوريين على كلا المجلسين الشيوخ والنواب، فإنه لا يمكن لترامب ادعاء أي انتصار تشريعي واحد، وكان رهانه لإلغاء نظام الخدمة الصحية المتاحة المعروف بـ(أوباما كير)، الذي سقط الأسبوع الماضي بين ألسنة اللهب، الأكثر إثارة ويعبر عن فشله، أما أوامره الرئاسية العنصرية، مثل حظر المسافرين المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وهجومه في الأسبوع الماضي المتعصب ضد المثليين في الجيش، فهي إما تواجه قرارات المحاكم، أو تم تجاهلها من الجهات المكلفة بتنفيذها”، لافتتة :” عوضا عن ذلك، فإن ترامب بدد المشاعر السياسية الحسنة التي ترافق عادة شهر العسل الرئاسي، بالإضافة إلى أنه صدم وأغضب الكثير من الناخبين الذين يقفون في منتصف الطريق، الذين تسامحوا في البداية معه، بالإضافة إلى تهميشه التقليديين من الحزب الجمهوري، الذين حاولوا جهدهم لابتلاع شكوكهم، وأكثر من هذا فإنه أضعف منصب الرئاسة”.
وختمت الافتتاحية البريطانية بالقول :” العامل المهم في هذه الأوضاع كلها هو العجز الذاتي، والغطرسة، وفقدان الرئيس المزمن للمصداقية والسلطة الرئاسية، وما بدا من ضعف أمريكي نتيجة لهذا كله، وفي حال الدول الثلاث الأعداء، روسيا وإيران وكوريا الشمالية، فإن هذا المفهوم خطير جدا، لأنه لا يمكن الاعتماد على الرد الأمريكي، أو رد الفعل، أو حتى التكهن به من الأعداء والأصدقاء على حد سواء، ومع هذا كله فإنه لا يمكن استبعاد سوء تقدير كارثي، عدم اليقين والفوضى داخل البيت الأبيض، والتشتت الذي تشهده السياسة الأمريكية، نابعة كلها من عدم صلاحية ترامب لأهم منصب، وأصبح هذا كله واضحا، وهو تهديد لنا جميعا”.