شنت جماعة الاخوان المسلمين بمصر هجوما حادا على الداعية السلفي المشهور محمد حسان بسبب اقتراحه دفع نظام عبد الفتاح السيسي لدية كاعتذار على القتلى الذين سقطوا في فض اعتصام ميدان رابعة العدوية بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد سنة 2013.
وقال طلعت فهمي المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في مداخلة هاتفية له على قناة وطن يوم أمس الثلاثاء أن الجماعة صدمت بسكوت من ظنت يوما أنهم حماة الدين وحملة الرسالة، ليخرجوا لتبرئة السيسي ويدعون لإطفاء النار المتأججة بدفع الديات وتطييب الخواطر لأن بعض أولياء الدم في حاجة ماسة إلى المال، متسائلا : ” أهذا هو الحل الشرعي ” ؟
وأفاد فهمي : ” شعب مصر ليس في حاجة لمحلل شرعي، الأمر هو أكبر من دية أو قصاص، فرابعة هي خلاف على مستقبل وطن، اغتصبه العسكر ونهب العديد من مقدراته مهدرا إرادة شعبه، فالأمر ليس صلحا بين متخاصمين، فالصلاة في الأرض المغتصبة حرام، والمنظومة العسكرية اغتصبت أرضنا ووطننا بأكمله، سفكوا الدماء واستباحوا العرض الحرام ” مضيفا : ” الحديث الذي يكرره الشيخ عن تعنت الطرفين والقتل على المشاع والاستشهاد بقتلى جيشي علي ومعاوية رضيا الله عنهما، ووصفه السيسي بالرئيس والعسكر بالدولة هو قياس فاسد وفحش في الاستدلال وقلب للأمور، فالخلاف بين علي ومعاوية كان على توقيت القصاص من قتلة عثمان، أما رابعة فهو خلاف على مستقبل وطن نهبت مقدراته
وأبدى المتحدث ألإخواني تعجبه من اقتراح محمد حسان أن يقوم من وصفهم بأهل الخير من الخليج والعالم الإسلامي بدفع هذه الديات، معتبرا أن أهل الخير من الدول الخليجية التي يقصدها الداعية السلفي دفعوا المليارات من أجل دعم النظام المصري وأنظمة أخرى مزقت دولا عربية وإسلامية.
ووجه المتحدث الرسمي باسم الجماعة سؤالا للداعية السلفي قائلا : ” ألم يقل لكم السيسي أنه لن يسمح لأصحاب المشروع الإسلامي أن يصلوا إلى الحكم، كيف تتحدث الآن عن الديات والعقل والحكمة ” مضيفا : ” الشيخ يتحدث عن السنن الإلهية، ” “أليس في السنن الإلهية اصبروا وصابرو ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ” ؟
وقال فهمي تعليقا على طلب محمد حسان ترك الإسلام للحكم والعدوة للدعوة قائلا : ” أية دعوة تقصد ؟ دعوة طاعة أولي الأمر ؟ دعوة ترك الأصول والتغاضي عن المقاصد والانغماس في الفروع ؟ أليس الحكم في كتاب أصول الدين يعد من العقائد ؟
هذا وتعاني العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وعدد من كبير من الدعاة المنتسبين للمدرسة السلفية العصرية من فتور كبير بعد أن كانت الجماعة تعول على دعم المشايخ من ذوي الشعبية الكبيرة، لكن عددا كبيرا من الدعاة فضل السكوت وإعتزال ” الفتنة ” فيما قام البعض الآخر بدعم نظام عبد الفاتح السيسي وعلى رأسهم مشايخ الدعوة السلفية بالإسكندرية وبعض الدعاة الشباب كعمرو خالد ومعز مسعود.