أطالب المصريين بالتقشف، ماذا سيحدث إن لم نأكل ؟ ماذا سيحصل إن لم ننم ؟! المهم أن تعود مصر لريادتها وتصبح ” أم الدنيا “، بهذه الكلمات وبمضمونها اشتهرت خطابات الرئيس المصري عبد الفتاح الأخيرة بعد أن دخلت مصر في أزمات اقتصادية متتابعة جعلت الشارع المصري غير قادر على استيعاب جميع الأثقال الحياتية اليومية في وقت يقوم النظام في مصر برفع الدعم بشكل تدريجي على المواد الأساسية.
ففي خطاب له طالب السيسي يوم السبت الماضي ” السيدة المصرية ” بالوقوف إلى جانب الدولة بمساعدة أسرتها على ترشيد النفقات والخفض من استهلاك الماء والكهرباء بدون داع خاتما كلامه بجملة ” أجوك أقفي جنب مصر ” ( أرجودي قفي بجانب مصر ).
وعلى عكس نوع الخطاب الذي يصر عليه السيسي، كشفت صحيفة ” لا تريبون ” الفرنسية في عددها ليوم أمس عن توقيف نظام الجنرال عقدا مع شركة ” داسون ” وذلك من أجل شراء 4 طائرات ” فالكون إكس 7 ” الفرنسية الصنع بقيمة وصلت إلى 300 مليون يورو ( ما يعادل 3 مليارات جنيه مصري ) من أجل تخصيصها لتنقلات الرئيس وكبار المسئولين.
الانتقادات لم تكن أساسا من أجل الطائرات ولو أن مصر تعاني اقتصاديا بشكل كبير بعد وصول الجنيه المصري إلى 13 دولار أمريكي في السوق السوداء، لكن الانتقادات كانت موجهة أساسا من ” الجدوى ” من هذه الطائرات في حين لتكون الأسطول الرئاسي المصري من 24 طائرة طبقا لتقرير كانت قد نشرته جريدة الوطن شهر غشت من سنة 2012.
الجريدة أشارت أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات لم يكن يتوفر على طائرة خاصة إلا قبل أن يتلقى واحدة كهدية، لكن الأسطول الحقيقي تم تأسيسه من طرف الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك والذي كان قد اشترى 24 طائرة بقيمة 507 ملايين دولار أمريكي، أبرزها الطائرة الرئاسية ” إير باص إي 320/220 ” المتواجدة حاليا بمطار القاهرة بقاعدة مطار شرق، حيث يتم حراستها من طرف قوات الحرس الجمهوري فيما يتواجد باقي السرب في قاعدة أخرى بمنطقة تسمى ” ألماظة “.
هذا وتساءل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أهم حلقة في الموضوع وهي من وجهة نظرهم عدم إخبار الشعب الذي يعاني اقتصاديا ولا يجد غالبيته لقمة الأكل.
وضرب ذات الناشطون مثالا بالبيت الأبيض الأمريكي والذي لا يملك سوى طائرتين رئاسيتين منذ سنة 1990، ولم يستبدلا إلا سنة 2015 حيث خلف موضوع استبدالهما جدلا مجتمعيا كبيرا، ما جعل وزيرة القوات الجوية ديبورا دي جيمس تخرج لتكلم الشعب الأمريكي من أجل الحديث عن السبب وراء القيام باستبدال هذه الطائرات بطائرة ” بوينج 8/747 “.
هذا أخرجت الرئاسة المصرية بيانا تقول فيه أنه ليس من اختصاصها شراء الطائرات، حيث يوكل ذلك للحكومة، حيث علق متابعون أن الحكومة دائما هي من تشتري الطائرات ولكن بأمر من من ؟