نشرت تقارير اعلامية إسرائيلية تقريرا بحثيا تحدث عن العلاقات الجديدة التي باتت تربط إسرائيل المحتلة مع عدد من الدول العربية.
وأفاد نيري زيلبر، وهو صحفي اسرائيلي يعمل باحثا زائرا في معهد الدراسات الشرق الأوسط في ورقة بحثية تحت عنوان “حلفاء إسرائيل العرب السريون” أنا العلاقة بين الكيان المحتل والدول العربية تحسنات كثيرا في الوقت الحالي، مشيرا :”الولايات المتحدة وإسرائيل مقتنعتان بأن اتفاق السلام بين الأخيرة وبين العالم العربي ربما يتحقق، ففي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للشرق الأوسط، تحدث عن (مستوى من الشراكة الممكنة، التي ستجلب الأمن الكبير للمنطقة، والأمن للولايات المتحدة، والازدهار العظيم للعالم)، إلا أن العقبة الوحيدة أمام تحقق هذا هي السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وهو الموضوع العاطفي الذي لا يزال يشكل ثقلا كبيرا في العالم العربي”.
وتابع التقرير :”ترامب ألمح إلى قدرات إسرائيل الاستراتيجية عندما أخبر دبلوماسيين روسيين زائرين عن عمليات سرية ضد تنظيم الدولة، استندت إلى معلومات أمنية من إسرائيل، وبناء على هذه التقارير اللاحقة قامت الاستخبارات الإسرائيلية بالدخول إلى شبكة حواسيب لصناعة المتفجرات تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، وبعد أسابيع نشرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن إسرائيل كثفت من تعاونها الأمني والاستخباراتي مع الأردن في جنوب سوريا؛ لمنع الإيرانيين من التقدم في المنطقة”، مشددا :”التعاون الإسرائيلي الأردني ليس الأول من نوعه، حيث أرسلت إسرائيل طائرات (كوبرا) إلى الأردن عام 2015، ولدى الحكومة الإسرائيلية سياسة تعود إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي للحفاظ على استقرار الأردن، وهناك عملية أمريكية تدار من الأردن لدعم جماعات المعارضة السورية المتعددة، والسؤال يظل عن الدور الإسرائيلي في الحرب وطبيعته”.
وعلق الكاتب ععلى هذا الأمر بالقول :”لم يعد هناك أي شك حول الدور الذي تؤديه إسرائيل على حدودها مع سوريا، وكان واضحا في تقرير نشر قبل فترة أن إسرائيل تعمل من أجل بناء شبكة أصدقاء لها في سوريا (منطقة عازلة)، وعلى الجانب الآخر من مرتفعات الجولان، وخصصت وحدة عسكرية خاصة، تعمل للتنسيق مع المدنيين، وتوفر لهم المواد الغذائية، وتستقبل المقاتلين الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية”، موردا :”قريرا لصحيفة (وول ستريت جورنال) نشر الشهر الماضي، ونقل فيه عن قادة جماعات مقاتلة، زعمهم أنهم تلقوا أموالا من إسرائيل، التي استخدمت لدفع رواتب المقاتلين وشراء الذخيرة، وتهدف (سياسة الجار الجيد)، كما تعرف في إسرائيل، لإقناع السكان السوريين برفض الإيرانيين وحزب الله”.
وتطرق البحث للعلاقات المصرية الإسرائيلية التي باتت قوية جدا، إذ قال :””إسرائيل ساعدت مصر على الحدود الجنوبية، في الحرب المستمرة لمواجهة تنظيم الدولة والجماعات المرتبطة به في سيناء، وفي هذه الحالة، فإن المسؤولين الإسرائيليين متحفظون في الحديث بشكل مفتوح عن التعاون، ويحظر على الإعلام المحلي الحديث عن ما يعرفه من العلاقة القائمة، رغم أن تعاونا كبيرا تم على المستوى العسكري والأمني مع مصر، وبحسب مسؤول إسرائيلي بارز نقل عنه موقع (بلومبيرغ نيوز) قوله إن الطائرات دون طيار هاجمت في السنوات الأخيرة بشكل مباشر الجهاديين في شبه جزيرة سيناء، وبرضا مصري”، مؤكدا أن الأمر ذاته يحدث مع منظمة فتح، إذ أفاد :”قريبا من إسرائيل هناك تعاون وثيق بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، وأصبح هذا التنسيق، وبدعم من الولايات المتحدة، عماد العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، ومن أنجح وجوه العملية السلمية على الإطلاق، وكما أخبرني ذات مرة مسؤول أمني فلسطيني، بأن الضباط الإسرائيليين والفلسطينيين يقومون بمناقشة التهديدات يوميا (على استقرار الوضع بالنسبة للطرفين)، وعلى رأس القائمة، حركة حماس، التي تمثل تهديدا واضحا لإسرائيل، وتهديدا للأمن الداخلي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتأكيد أحبطت المخابرات الإسرائيلية مؤامرة لحركة حماس كانت تهدف لاغتيال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس عام 2014″.
وأكد التقرير :””إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع مصر والأردن والسلطة الوطنية، ولهذا فإن علاقاتها العسكرية والأمنية ليست مثيرة للدهشة، وما لا يعرف هو علاقتها مع دول الخليج العربي، مثل السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعلاقات كهذه تتم الإشارة لها بطريقة غامضة من المسؤولين الإسرائيليين، وبأنها جزء من التعاون في مجال الأمن ومواجهة التهديد الإيراني المشترك، وظهرت في السنوات الأخيرة تقارير تتحدث عن لقاأت سرية بين المسؤولين في دول الخليج والإسرائيليين، ويقال إن مدير الموساد السابق مائير داغان سافر سرا عام 2010 إلى السعودية؛ لمناقشة الملف النووي الإيراني، ولم تعد اللقاأت العامة بين المسؤولين الإسرائيليين ودول الخليج سرا، فتحدث بشكل متكرر في واشنطن وميونيخ والقدس، وزاد مستوى التعاون الاقتصادي بين الطرفين، وذلك في مجال الزراعة والأمن الإلكتروني والاستخبارات وتكنولوجيا الأمن الداخلي، التي تتم عادة من خلال طرف ثالث”.