في واحدة من الطرائف التي يعيشها بلدنا، فقد تسبّبت الوضعية المالية الصعبة التي تعيشها بلدية أدلس بولاية تمنراست في حرمان سكان قرية امقيد التابعة لها من التزوّد بالطاقة الكهربائية، بعد عجز البلدية عن شراء المازوت لتشغيل الموّلد الكهربائي، وهو وضع أجبر السكان على جمع الأموال لشراء الوقود اللازم لاستفادتهم من الكهرباء.
ولا يستفيد سكان قرية امقيد والتي تبعد بـ 360 كيلومتر من مقر بلدية أدلس بولاية تمنراست في الأصل بالطاقة الكهربائية إلا ما معدله 4 ساعات يوميا، وذلك بسبب الشحّ في التزوّد بالطاقة الكهربائية التي تتناقص سنة بعد أخرى، بسبب عدم قدرة الموّلد الكهربائي الوحيد الموجود في القرية على كفاية حاجيات سكانها من الطاقة الكهربائية.
وأوضح سكان اميقد للشروق، أنهم يعانون الأمرين بسبب كثرة الانقطاع للتيار الكهربائي على مستوى الموّلد الوحيد الذي يوفر الطاقة لأكثر من 500 عائلة لمدة أربع ساعات يوميا فقط، بسبب عدم قدرة الموّلد الذي وضع بالقرية منذ سنوات على توليد الكهرباء بمعدلات تسد حاجة السكان، ويرجع ذلك بحسب المواطنين للزيادة الكبيرة لعدد السكان سنة بعد أخرى، ما زاد من الوضع قتامة حسب الأهالي، حيث قالوا بأنهم حرموا من الكهرباء وبشكل شبه تام خلال الأسبوعين الأخيرين.
ويرجع ذلك بحسب قاطني المنطقة لرفض مصالح البلدية عن توفير مادة المازوت، التي يشتغل بها المولد، وذلك بعد قرار والي تمنراست بضبط المصاريف الخاصة بالبلديات، وذلك في إطار ما يعرف بسياسة التقشف، وزاد من وضعية الميزانية الخاصة بمولد الكهرباء عجزا، هو أن سكان القرية لا يدفعون ثمن ما يستهلكونه من الكهرباء، خلال الأربع ساعات يوميا التي يتزودون بها بالطاقة، وذلك لانعدام العدادات في بيوتهم، حيث أجبر عجز البلدية عن توفير المازوت سكان القرية على التضامن فيما بينهم من أجل شراء صهريج من المازوت، ورغم ذلك فإن العملية تبقى غير كافية ومكلفة لجيوب المواطنين الذين يعيشون أوضاعا مزرية أصلا، ولا يستطيعون أن يتكفلوا بأنفسهم بشراء الوقود يوميا، إذ أن الاستهلاك اليومي للمولد الكهربائي يقدر بـ 350 لتر من المازوت.
وناشد أحد أعيان القرية اقير الطيب والي تمنراست من أجل مراسلة وزير الطاقة، لرفع التجميد عن مشروع إنجاز محطة لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي، كان مسجلا ومن المقرّر أن تستفيد به امقيد، لكن خطط التقشف التي انتهجتها حكومة الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال عقب انهيار أسعار المحروقات في الأسواق العالمية عصفت بالمشروع، وكانت آمال الأهالي معلقة على المشروع للتخفيف من معاناتهم، خاصة خلال فصل الصيف.
وفي سياق متصل، أكد رئيس بلدية أدلس في معرض رده على انشغال قرية أمقيد، أن ضعف موارد البلدية المالية أرهقها، وجعلها غير قادرة على توفير المازوت للقرية، بعد أن رفض المراقب المالي المصادقة على الميزانية المخصصة لذلك، ورغم ذلك يضيف ذات المتحدث، فإنه تم تخصيص كميات من المازوت بنحو 3300 لتر، وذلك مطلع الأسبوع الجاري، وهو ما من شأنه أن يسمح بالتشغيل المؤقت للمولّد في انتظار التدخل العاجل لوالي تمنراست.