زلزال يضرب عائلة آل سعود التي تحكم المملكة العربية السعودية منذ سنة 1932، وذلك بعد إعفاء ولي العهد محمد بن نايف، وتعيين محمد بن سلمان خلفا له.
وقال تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” من دبي أن ما حدث هو انقلاب ناعم داخل الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية، مضيفا :”هذا التحرك يقوي من موقع ابن سلمان، الذي كان بصفته نائبا لولي العهد القوة المحركة للخطة الطموحة لتنويع الاقتصاد السعودي، بدلا من الاعتماد على النفط فقط، بالإضافة إلى خطة خصخصة جزئية لأسهم شركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو)”.
وواصل الصحيفة الأمريكية :”التكهنات تدور منذ عامين عن قيام الملك العجوز بترفيع ابنه البالغ من العمر 31 عاما ليرث العرش مباشرة، لافتا إلى أن الأمير أصبح بشكل متزايد الوجه العام للسعودية في الداخل والخارج، وكالة الأنباء السعودية قالت إن قرار تعيين ابن سلمان وليا للعهد جاء بغالبية 34 صوتا مقابل 31 صوتا لابن نايف في تصويت مجلس البيعة، مشيرة إلى أن محمد بن نايف، الذي اعتبر شريكا مقربا من الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بدا معزولا في بلاده، وقدم البيعة لولي العهد الجديد”، قبل أن تستدرك بالقول:”التحرك لتنحية ابن نايف يهدد بمخاطر انقسام داخل العائلة، خاصة أن البعض من أفرادها عبر عن قلقه من صعود الأمير ابن سلمان الذي لا يملك الخبرة”.
ونوه التقرير :” هذا التحرك يأتي وسط أكبر أزمة يشهدها الخليج بعد قيام السعودية وثلاثة من حلفائها بقطع العلاقات الدبلوماسية والمواصلات مع قطر، التي اتهمتها بدعم الإرهاب”، مشددا :” هذا التحرك يعكس النزعة التي تميل نحو التدخل الخارجي، التي يعبر عنها ولي العهد الجديد، حيث أشرف، بصفته نائبا لولي العهد، على حملة عسكرية في اليمن.،واتصل الأمير الشاب مع القادة الكبار، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع مديري الشركات العملاقة، الذين حاول اجتذابهم للاستثمار في خطط الإصلاح التي أعلن عنها”.
وأكدت الصحيفة أن السعودية أصبحت الآن في قبضة الأمير، حيث أفادت :”في ظل خطط المملكة لبيع نسبة 5% من أسهم شركة “أرامكو”، فإن تسجيلها قد تصل قيمته إلى تريليوني دولار، مشيرا إلى أنه المملكة وقعت تحت قيادة الأمير ابن سلمان سلسلة من الصفقات التي تقدر بمئات المليارات، ووقعت مؤسسة الاستثمار العامة، وهي الصندوق السيادي للدولة باستثمار 45 مليار دولار مع البنك الياباني “سوفتبانك”، لإنشاء صندوق تكنولوجي، ودفعت 3.5 مليار أسهما في شركة “أوبر” العام الماضي”، معلقة :” الأمير، الذي لم يكن معروفا، وبرز بعد تولي والده السلطة، وتنحيته للأمير مقرن عن ولاية العهد، عقب وفاة الملك عبد الله في يناير 2015″.
وأوضحت الفاينشال تايمز :”الانتقال حصل في وقت كانت فيه السعودية تواجه سلسلة من المشكلات النابعة عن انخفاض أسعار النفط، وخفض النفقات والقروض، بشكل دفع القطاع غير النفطي إلى حالة من الركود، ابن سلمان قدم رؤية 2030، الهادفة إلى خلق قطاع خاص، وتوفير فرص عمل للشباب السعوديين؛ في محاولة لتحويل أكبر اقتصاد في العالم العربي، مستدركا بأن سياسات التقشف أدت إلى حالة من التذمر بين السكان، فيما أثارت خطط خصخصة جزأ من شركة “أرامكو” انتقادات من أن البلاد تقوم ببيع أهم رصيد لديها”.
ونقلت الصحيفة أن الحكومة في السعودية قامت بإعادة العمل بنظام العلاوات والتي كانت قد قطعت قبل حوالي 6 أشهر، مشددة :” تمت هذه الخطوات ضمن سياسة شد الأحزمة، وذلك في تحرك شعبي يترافق مع الإعلان الملكي، بالإضافة إلى أن ابن سلمان قلل من انتقادات خطط خصخصة “أرامكو””.