طالب راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية الملك سلمان بإفادة جمع من وصفهم بـ “أبنائه” مجددا حوله، داعيا إلى فك الحصار عن قطر.
وقال الغنوشي حول الجهود الذي تبذلها تركيا لحل الأزمة الخليجية :”الموقف التركي موقف أصيل ومبدئي وهو موقف الناصح المتألم لما يحصل بين الإخوة، فالأتراك علاقاتهم قوية جدا مع المملكة السعودية والإمارات وقطر مثل علاقة تونس القوية مع المملكة وقطر”.
وتطرق الغنوشي للعلاقات التونسية السعودية :””كان للمملكة علاقات جيدة مع تونس قبل الثورة وبعد الثورة وهي مركز قبلة كل المسلمين”، مستدركا :”قطر كذلك لها علاقات جيدة مع تونس قبل الثورة وبعد الثورة، وقفت مع كل حكومات تونس بالدعم والاستثمارات، وكان لها الدور الأبرز في إنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار الذي حضره سمو الأمير الشيخ تميم بنفسه معلنا وقوف قطر مع بلادنا”.
وأوضح الغنوشي :”بالتالي كما يتألم الأتراك، يتألم التونسيون لما يحدث في الخليج ويتوجهون إلى القادة، إلى خادم الحرمين الشريفين في قبلة المسلمين أن يجمع كل أبنائه مجددا على طريق واحد وعلى سمت الإخوة والتعاون، وهذا ما دعا إليه الرئيس أردوغان بل تمنى على خادم الحرمين الشريفين ألا ينقضي رمضان إلا وقد جمع أبناءه في الخليج واحتضنهم مجددا وأزال ما في قلوبهم من ضغائن وما بينهم من خلافات”، مشددا :”نحن في النصف الثاني من شهر رمضان وفي يوم متميز وهو يوم بدر وذكرى نزول القرآن يستشعر المسلمون روحانية خاصة وشفافية خاصة، فكما تتواصل قلوبهم مع السماء تتواصل قلوبهم أفقيا مع إخوانهم المسلمين ومع الإنسانية ومع كل كائن”.
وعن شعوره بسبب الأحداث الجارية، قال الغنوشي :” أشعر بحزن شديد، في يوم ينبغي أن يكون يوم فرح، لما يحصل في أرجاء كثيرة من العالم الإسلامي بل في المواطن التي نزل فيها الوحي في جزيرة العرب، نحن لا نشعر بأي غبطة بل نشعر بحزن لما هو حاصل من منازعات وخلافات وتقطع أرحام وأسر. والجزيرة العربية هي قبلة المسلمين، والنور انطلق من تلك الرقعة وذلك المكان، فبالتالي هي قبلة المسلمين، والمسلمون يأملون أن تكون هذه المواطن من جزيرة العرب على أحسن وضع من السلم والرفاه والتقدم”، منوها :” الله سبحانه وتعالى كما حبا الخليج بهذا القطب الروحي العظيم فإنه حباها بثروات هائلة وبموطن في قلب العالم، فنأمل ألا ينقضي الشهر الكريم إلا وعادت جزيرة العرب وعادت أوضاع إخواننا في الخليج إلى طبيعتها” على حد قوله.
وتطرق القيادي التونسي لموقع حركته من هذه الأزمة حيث قال :” موقفنا الدعوة للحوار لحل الخلافات والإنهاء الفوري للمقاطعة والحصار التي لا مجال لها بين الإخوة مهما احتدت الخلافات، هم كلّهم إخواننا ونأمل أن يعودوا إلى وحدة الصف ووحدة القلب وإلى التعاون ونشاط مجلس التعاون الخليجي مجددا، ليس في تحقيق المصالح المادية فقط، بل أيضا في تحقيق المصالح الأخوية والروحية والسياسية، وهذا أملنا في كل الأطراف التي تمر عليها سحابة من اختلافات الرأي، ونأمل ألا ينقضي هذا الشهر وهو ما سبق أن عبّر عنه الرئيس أردوغان في خطابه إلى خادم الحرمين الشريفين وهو في موقع الإمامة للأمة إلا وعادت حبال الود والتواصل بين إخواننا في موطن قبلة المسلمين”.