قامت صحيفة “واشنطن بوست” بنشر مقال للكاتب تطرقت فيه لوضعية الوسط البريطاني، حيث قال أن جميع الظروف كان مواتية لعودة هذا التيار السياسي البريطاني بقوة إلى الساحة السياسية خلال الانتخابات المفاجئة التي عرفتها بريطانيا.
وقال التقرير حول هذه المباراة الانتخابية :”حزب الديمقراطيين الأحرار، الذي يعد حزب وسط–يسار، الذي عوقب قبل عامين؛ بسبب تحالفه مع المحافظين في حكومة ائتلاف، لم يحقق تقدما كبيرا؛ بسبب ضعف زعيمه، وخصوصيات النظام الانتخابي البريطاني، واختيار الناخب البريطاني مغادرة الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الحزب الذي لم يحصل على سوى 8 مقاعد في 2015، حسن من وضعه قليلا (12 مقعدا)، لكنه لم يحقق تقدما باهرا”، مضيفا :” فشل حزب المحافظين في الحصول على أغلبية برلمانية جعل حزب الديمقراطيين الأحرار في موقع صانع الملك لو أراد ذلك، لكن الحزب قال إنه لن يدخل في تحالف”.
وواصلت “الواشنطن بوست” :” الصعوبة التي واجهها الحزب في تحقيق تقدم، بالرغم من المزايا الواضحة، تقدم حالة لدراسة كيف تذبل البدائل السياسية، حتى عندما تقل الثقة في السياسية المعهودة”، مشيرا : “ا أعطى الحزب المزيد من الأمل هو أنه فاز في انتخاب خاص تم في شهر ديسمبر، في منطقة كانت تفضل البقاء في الاتحاد الأوروبي، فقام ببناء برنامجه حول إعادة الاستفتاء بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، أما الحزبان الرئيسان، حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض، فتطرفا في مواقفهما ليعكسا، وربما ليبالغا في عكس الاستقطاب الحاصل في الرأي العام، ولم يقدم أي منهما مجالا لمن يعتقدون بأن البلد تضر بنفسها بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وهذا هو شعور نصف السكان، بحسب بيانات مركز (بيو) للأبحاث”.
ولفت الكاتب أن التوجهات التي كانت خارج بريطانيا كان من شأنها تشجيع الوسط على تحقيق نتائج جيدة في هذه الانتخابات، حيث قال :”هناك ظاهرة عدم رضا عن سياسيي التيار الرئيسي، ففي فرنسا فاز إيمانول ماكرون، من تيار الوسط ومؤيد للاتحاد الأوروبي، بالرغم من أنه كان مغمورا نوعا ما، وصعد للرئاسة تحت راية حزب جديد”، مشددا :” زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تيم فارون، قال في مقابلة خلال حملته الانتخابية في تويكينهام: “ننظر إلى فرنسا وإلى كندا، ونرى أن كل شيء ممكن”، وقال في اليوم السابق للانتخابات: “لا بد أن هناك طريقا أفضل من الأجوبة السهلة المبسطة لليسار القاسي والثابت وضيق حكومة المحافظين.. المجال للديمقراطيين الأحرار كبير”.
وأضاف المعلق ذاته :”من الواضح أن الوسط الحر في السياسة البريطانية فارغ تماما الآن، الديمقراطيون الليبراليون، في ظل السياسة المتدفقة، في رحلة خاصة بنا لملء الفراغ”، ليستدرك الكاتب بالقول :”كليغ خسر مقعده لمرشح حزب العمال في انتخابات الخميس، وهو مثال واضح لكيف تجمعت الأصوات حول الحزبين الرئيسين”.