لازال موضوع مقاطعة دول المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين لقطر بسبب اتهامها بدعم “الإرهاب” يلقي بظلاله على الساحة السياسية العالمية، حيث قامت صحيفة “نيويورك تايمز” بنشر تقرير تطرق لموضوع قرصنة وكالة الأنباء القطرية ونشر تصريح باسم أمير قطر تهين الدول الجارة.
وقال التقرير الذي أعده صحفيان أمريكيان :”تم بث خطاب خلال قرصنة الوكالة القطرية لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، أشار فيه إلى وجود توتر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبأنه لن يظل في المكتب البيضاوي طويلا، وتحدث فيه عن علاقة صداقة مع إيران، ومدح حركة حماس الفلسطينية، لافتا إلى العلاقات الطيبة بين قطر وإسرائيل”، حيث علق الكاتبان بالقول :”هذه التصريحات المتناقضة لم يقصد منها إلا تنفير الدول الخليجية والولايات المتحدة، وبدأت قطر بنفي ما جاء في التقرير، الذي صدر في 24 مايو، لكن الدولة لم تكد تنفي حتى بدأ إعلام السعودية والإمارات العربية، وفي أقل من 20 دقيقة، بنشر أخبار هجومية، وبدأت القنوات بمقابلة عدد من المعلقين، الذين كانوا جاهزين لشرح ما قالوا إنها خيانة قطرية”.
وأفادت الصحيفة الأمريكية :”الحكومة القطرية قالت إن وكالة الأنباء تعرضت للقرصنة، ووجد زعمها دعما من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، والمسؤولين الأمنيين البريطانيين، ومع أن القطريين لا يقولون هذا علنا، إلا أنهم يحملون السعودية والإمارات المسؤولية”، مؤكدة :”لم تكن مصادفة أن يتم اختراق حساب سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة بعد أيام، حيث ظهرت تسريبات من حساباته الإلكترونية في وسائل إعلام غربية وعلى قناة “الجزيرة””.
ولفت التقرير :” التآمر الإلكتروني كان بداية لمناوشة بين حلفاء خليجيين، حيث قامت الإمارات والسعودية بحشد الدول الحليفة التي تعتمد عليها، وطلبت منها قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وحظر السفر والتجارة معها، ما أدى إلى تشرذم الوحدة التي دعت إليها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة وإيران”، مستطردا :”الحيل القذرة كانت بداية تحول في الجاسوسية الدولية، فالحرب الكلامية في الخليج هي إشارة واضحة على أن الهجمات الإلكترونية، التي رافقتها عمليات تضليل إعلامي، لم تعد أمرا تسيطر عليه روسيا وحدها، حيث يمكن لأي دولة ان تدخل اللعبة، وبثمن قليل، وبالاعتماد على قراصنة غير متفرغين”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات لمحققي الاستخابات الأمريكية “إف بي أي” والذين قالوا :” القراصنة المرتزقة عادة ما يظهرون في التحقيقات التي يقومون بها لهجمات على دول”، مؤكدين على أن جنسية هؤلاء القراصنة غالبا ما ستكون روسية”.
وعلقت الواشنطن بوست بالقول :”لعبة القرصنة جارية في منطقة الخليج منذ سنوات، مع أنها لم تظهر للعلن بهذه الصورة، ففي عام 2015 قام وسيط عربي تربطه علاقة بقطر بتقديم عدد من رسائل البريد الإلكتروني، التي تمت القرصنة عليها من وزارة الخارجية الإماراتية، وتتحدث عن خرق الإمارات للحظر الجوي على ليبيا، وإرسالها أسلحة للمقاتلين هناك”.
كما نقل التقرير تصريحا للباحث كولن أندرسون قال فيه :”يبدو أنهم قراصنة للإيجار، ويعملون للزبائن كلهم، ويكيفون مهاراتهم بحسب ما يريدون”، معلقة:”أندرسون وزميله الباحث كلوديو غويمري أطلقا على هذه الجماعة اسم “بهموت”، على اسم سمكة شرسة تسبح في البحر العربي في رواية خورخي لويس بورجيس “كتاب الأشياء المتخيلة”.