هل ستستعين فرنسا بالجزائر من اجل تقديم يد عون ” أمنية ” ؟! وهل ستكون الجزائر في حالة اذا ما وافقت على التعاون مدعوة للتدخل في الأماكن الشعبية حيث غالبية الساكنة من المسلمين ؟ ام ان تدخلاتها ستكون ذات طابع مختلف ؟!
ما هذه الأسئلة باتت الآن مطروحة بشدة في كواليس الدولتي بعد أن ألمحت في رسالة بعثتها للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه إلى ضرورة تعاون فرنسي جزائري من أجل محاربة الاٍرهاب.
الرئيس الفرنسي وخلال رده على رسالة نظيره الجزائري اعتبر ان بلاده وخلال الظروف الحالية في حاجة اكثر من اي وقت آخر الى ضرورة إقامة تعاون ثنائي عميق مع الجزائر من أجل مكافحة الاٍرهاب والقضاء على التطرّف لحماية مواطنيها من الاعتداءات المتكررة.
وأوضح فرانسوا هولاند في رسالته للرئاسة الجزائرية أنه بإسمه وإسم الفرنسيين جميعا يعبر عن صادق الشكر بعد تليقه التعازي بعد الاعتداء الإرهابي ” الشنيع ” الذي استهدف كنيسة سانت إيتيان دو روفري معربا عن تأثره الشديد بعبارات المواساة التضامن الصادرة عن بلد صديق والذي عانى هو الآخر من الاٍرهاب ( في إشارة إلى العشرية السوداء ).
وقال الرئيس الفرنسي ان الاٍرهاب يعبر عدوا مشتركا للبلدين ومحاربته اولوية عاجلة ما جعله يعول على دعم جزائري في هذا الامر مضيفا ” اعلم ان هذه الاعمال الهمجية لا تمت للإسلام بصلة.
هذه الرسالة التي تحمل الرقم 2 في ظرف أسبوعين جاءت حسب عدد الخبراء من اجل قيام الجزائر بمراقبة مواطنيها على التراب الفرنسي والبالغ عددهم 4ملايين جزائري، خصوصا ان الأحياء حيث يتواجد العرب تسبب مشاكل كبيرة لقوات الأمن الفرنسية، كما ان الرأي الرسمي الفرنسي يعبر – وإن لم يصرح بذلك – العرب والمسلمين السبب الأول فيما تعانيه فرنسا الآن من أعتداءات إرهابية.
ويرى المحللون السياسيون ان رغبة فرنسا في الاقتراب مجددا من الجزائر هو لفرضيتين.
الاولى كون فرنسا ترى ان الجزائر لعبور المهاجرين السريين نحو أوروبا، قادمين من تونس والمغرب ودول جنوب الصحراء، حيث ترغب باريس في فرض الجزائريين رقابة صارمة لمنع الشباب الراغب في الانضمام للجماعات الجهادية.
أما الفرضية الثانية فتذهب إلى ما هو ابعد من ذلك عبر اقتباس التجربة المغربية البلجيكية، حيث تقوم الشركة المغربية بدوريات من اجل مراقبة المغاربة القاطنين بالديار البلجيكية.
هذا وكان التعاون الأمني بين الجزائر وفرنسا قد نقص يشكل ملحوظ منذ سنة 2013.
وجاء هذا الانخفاض في الوتيرة بسبب قيام فرنسا بتأسيس حلف عسكري جديد من اجل الدخول إلى مالي من اجل ملاحقة الحركات المسلحة هناك، حيث سبب هذا الحلف في تكوين حلف قديم تم إنشاؤه لمحاربة ” الإرهاب ” بالساحل حيث تتموقع الجزائر، فهل يعود التعاون الأمني بين باريس والجزائر العاصمة ؟! وحدها الأيام القادمة كفيلة بإعطاء الاجابات.