اعتبر أمير أورن، المعلق العسكري الاسرائيلي البارز أن 3 أمور تحكم دولة الاحتلال في الوقت الراهن وليس بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء البلاد الذي يحكم بالإسم فقط.
وقال أورن، في مقال نشرته صحيفة “هارتس” الإسرائيلية :” حرب الأيام الستة نشبت أزمة عميقة تتعلق بعدم وجود صلاحيات لدى الحكومة الإسرائيلية، لدرجة أدت إلى ضياع السيطرة المركزية، أما الحكومة في نسختها الحالية برئاسة نتنياهو، فليس لها حكم على الإطلاق، بل يتم جرها”، مضيفا :” أول رئيس وزراء إسرائيلي، دافيد بن غوريون، سعى طوال حياته لتركيز القوة بيديه وتسبب بانهيار الحزب الحاكم وبوجود أزمة الصلاحية في إسرائيل”.
وتابع ذات المتحدث :” عندما فرض بن غوريون على موشيه ديان وبيرس، وأقام حزب رافي (حزب صهيوني عمالي أسسه دافيد بن غوريون عام 1965 بعد انشقاقه من حزب مباي) ضد ليفي إشكول (ثالث رئيس وزراء في إسرائيل من عام 1963 وحتى 1969)، حرم حزب العمل من فرصة تركيز قوة الحكم المستقر”، مؤكدا :” حزب رافي الذي كان على يمين مباي وخارج الحكومة، شكل جسرا للقوة الصاعدة على يمينه مثل؛ غاحل وحيروت الليبرالية التي منحت المصداقية لمناحيم بيغن، الذي كان حتى ذلك الحين منبوذا كحليف سياسي”، مضيفا: “إشكول انتصر في انتخابات 1965، وظاهرا كان بطل اللحظة، لكنه عمليا أصبح ضعيفا لدرجة أن رافي وغاحل أصبحا بطلي الغد (بيغن)، وبطل بعد الغد (بيرس)”.
وأفاد المعلق العسكري حول هذا الموضوع المثير للجدل :”إشكول كان وزيرا جيدا جدا للدفاع وفي بناء القوة العسكرية، وأقل جودة في فرض الانضباط السياسي على الجيش الإسرائيلي، وكان المساعد والمعارض له، رئيس الأركان إسحق رابين، الذي لا يعرف متى يصمت”، منبها :” تصريحات رابين ضد النظام السوري عكس حقيقته، لأن هذه التصريحات، حملت سذاجة استراتيجية، في حين لعب رابين دور البوكر على الطاولة المحلية، دون تقديره بشكل صحيح خطورة انضمام لاعبين خارجيين يمكنهم تحطيم الأدوات والقوانين معا”.
أكد أورن بأن طريقة هيئة الأركان، برئاسة رابين لم تكن أبدا ثورية، معلقا :” لقد تبنت نهج بن غوريون الذي أدى قبل ذلك بعقد إلى نشوب حرب “كديش”، وهي طريقة؛ أبيضء أسود، حربء سلام”، بحسب أورن الذي أكد أن “إسرائيل ليست مبنية لحروب الاستنزاف، وأفضليتها في التجنيد القصير، بغطاء من القوة العظمى، والتصادم السريع”، مواصلا :” إذا حاولت جهة عربية، النظام في القاهرة أو دمشق، بنفسها أو من خلال الفلسطينيين القيام بعمليات، فيجب وضعها أمام خيار وأحد حاسم، إما القتال أو عدم القتال”.
وحول ثمن هذه المعطيات كامل، أفاد ذات المتحدث :” رهان رابين على تصميم السلوك السوري فشل، عندما فاجأه المصريون والاتحاد السوفييتي بتوسيع دائرة اللاعبين، وعندما كان يتطاير الرذاذ البن غوريوني ضد صلاحيات إشكول في نقاش مع رئيس الأركان، تحول لسيل جارف أخذ معه ملف وزارة الدفاع لديان، وأدخل بيغن إلى الحكومة، رغم تأكيد رئيسة مباي غولدا مئير، بأنه لا حاجة لشركاء من أجل الانتصار، وقام وقتها (بن غوريون) بتغيير الخريطة السياسية للخمسين سنة القادمة، وهذا الزمن ليس نهائيا”، مستطردا :” وهكذا ولدت الأهداف الجديدة للحرب التي فرضتها الجهات العسكرية والمدنية على هيئة الأركان والحكومة الإسرائيلية، ونظرا لأن القوى الجديدة من اليمين في حكومة إشكول وحكومة غولدا مئير وحتى غوش إيمونيم، “استيقظت خلال أسابيع معدودة، ومالت الكفة السياسية من المسار المتوازن إلى الاستيطان، بقيت إسرائيل تنتظر المكالمة الهاتفية من الملك حسين وأوامر فتح النار ء أو المصادقة على الهبوط في مطار بن غوريون ء من قبل الرئيس السادات”.