بعد الإعلان عن النتائج الأولية لأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية تباينت ردود أفعال أمناء هاته الأحزاب بين مرحب وبين ناقم على الوضعية .فمثلا موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية التي خرجت فارغة اليدين بحصولها على مقعد وحيد يتيم في البرلمان دخل في إضراب عن الطعام ابتداء من ليلة الإعلان عن النتائج وقال دخلت في إضراب عن الطعام وسيلحق بي كل متصدري القوائم في الحزب، وأضاف ما حصل هو تزوير علني . ثم تبعه يوم الأربعاء خالد بونجمة رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية والذي دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على ما أسماه تزوير للانتخابات التشريعية التي خرج منها هو أيضا خالي الوفاض وقال بونجمة في بيان: “شرع خالد بونجمة رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية في إضراب عن الطعام ابتداء من اليوم، احتجاجا على التزوير في الانتخابات التشريعية الأخيرة واحتقار الإرادة الشعبية، والفساد و الرشوة المستشرية في مفاصل السلطة.
الإضراب عن الطعام هو امتناع الإنسان عن تناول الطعام بقصد الضغط على من يضايقه أو للفت الانتباه لمطالب ما، والإضراب يشمل أيضا الامتناع عن شرب الماء أو غيره من السوائل التي يحتاج إليها جسم الإنسان … وكذلك الامتناع عن تناول العلاج وأحياناً الكلام . الإنسان الطبيعي غير المصاب بأي أمراض مزمنة يستطيع الصمود من غير طعام ما بين ثلاثة أيام و15 يوم لكن هذا الإضراب يكون عن الطعام فقط وليس امتناعا عن الشرب لان جسم الإنسان لا يستطيع الحرمان من الماء يوماً كاملاً ، ولذلك فان الإضراب عندنا في الجزائر طويل المدى يلزمه التعويض عن قلة الطعام بشرب الحليب وعصائر فاكهة وشاي محلى بسكر زيادة لضبط ضغط الدم .. ولذلك يختلف إضرابنا عن أي دولة أخرى لان هذه المشروبات في حد ذاتها تغذية. فبصرف النظر عن الأسباب لكن الملاحظ أن حالات الإضراب عن الطعام زادت بشكل لافت للنظر في بلادنا ، والعجيب أن إضرابنا عن الطعام مختلف تماما عن إضراب الناس في الدول الأوروبية ، ففي حالات إضراب عندنا استمرت5 أيام تجد هذا الشخص عايش وبصحة جيدة يأخذ الصور ويتجاوب مع الناس على الفيسبوك وتجد بطنه منتفختا في الصور!!! .
نعم ساسة بلادنا أذكياء فزمن اختيارهم لإضراب هو شهر شعبان وفيه اجر الأيام البيض وفي نفس الوقت استعدادا لسيدنا رمضان ومن هنا نتمنى من ولد عباس واويحي وغول أن يضربوا عن طعام كل يوم اثنين وخميس فكفى استحمارا لنا لأن الإضراب الحقيقي لا يمكن أن يستمر أكثر من 5 أيام على أن يكون الإضراب طعاما فقط وذلك لان صمود المضربين مرتبط في الأساس بالمخزون الاستراتيجي للغذاء لديهم .. فالجسم في حاجة يومية للغذاء لان به ملايين الأنسجة والخلايا تموت يوميا وتتجدد مكانها أنسجة أخرى ، وبالتالي يتعرض أي شخص يضرب عن الطعام إلى نقص سكر في الدم ويصاب بدوار وزيادة في ضربات القلب وفتور وقد يؤدى ذلك إلى الوفاة ، ولذلك فان المستشفيات عند ينقل المضرب إليها بعد حوالي 3 أيام من الإضراب يبدأ الأطباء بإسعافه من خلال حقنه بسوائل مغذية .. وبالتالي يبعد عن الخطر.