اعتبر عمر قورقماز، المستشار الأول لرئيس الوزراء التركي لشؤون الشباب والشرق الاوسط أن الحكومة التركية الآن راضية عن كل ما أتى به الاستفتاء الذي هدف إلى تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، وذلك لأن الأهم هو إقرار هذه التعديلات رغم المعارضة الأوروبية.
قورقماز وفي لقاء له مع أحد المواقع العربية قال :” النتيجة النهائية هي أهم شيء بالنسبة لنا، ونحن نعمل بالمثل التركي الذي يقول: “لا تنظر إلى الخطيجة (المرأة) ولكن انظر إلى النتيجة”. فأهم شيء يعنينا هو نجاحنا في اجتياز الـ50 في المئة لإقرار النظام الرئاسي، وهذه النتيجة التي حققناها لا تختلف كثيراً عن نتائج استفتاأت بريطانيا وانتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي ففي النظام الرئاسي يحدث هكذا اصطفاف وتكون النتيجة بهذه الكيفية.. أما بالنسبة للتوزيع الجغرافي للنتيجة، فهو تحليل ثانوي لا يغير من الوضع شيئا، ولكن أهم شيء هو النتيجة النهائية”.
وحول ما سيترتب عن هذا الاستفتاء، قال ذات المتحدث :” الآن يترتب عليه استعداد تركيا للانتخابات الرئاسية القادمة في 2019، بمعنى أن الحكومة الحالية ومعهم الرئيس أردوغان يجب أن يجهزوا دولاب الدولة لذلك؛ بمؤسسات وأجهزة جديدة على صعيد البيروقراطية، إذ أن كثيراً من المؤسسات والأجهزة سيتم استحداثها، وكثيرا في المقابل سيتم إلغاؤها”، مؤكدا :” نحن نعمل في دولة وليس في جماعة هنا أو هناك.. وبالطبع كافة المؤسسات سترتبط بمؤسسة الرئاسة بيروقراطياً، والقيادة العسكرية وضعها سيختلف، وإدارة المدن كذلك، كما أنه سيتم استحداث ضواح جديدة. وخلال عامين ستكتمل كافة الأمور والإجراأت المطلوبة”.
وحول المعارضة الأوروبية الشديدة لهذا الاستفتاء، قال مستتشار أردوغان :” تركيا دولة ديمقراطية عريقة، ولا نقبل أن يأتي أحد يعلمنا الديمقراطية، والشعب التركي بالكامل عريق في الديمقراطية، وهو ما يعني أن نسبة المشاركة للناخب التركي خير دليل، ولا داعي لأن يزايد علينا أحد. أما بالنسبة لحالة الخوف التي انتابت بعض دول أوروبا من النظام التركي الجديد، فالسبب هو أنه سيكون أقوى، وهم يريدون شريكاً ضعيفاً. ونحن نؤكد أن تركيا القوية ليست ضد أوروبا وليست ضد أي دولة عربية أيضا، ونحن شركاء مع أوروبا في مجموعة العشرين الكبار وفي حلف الناتو، والكثير من المؤسسات الدولية”.
وتوقع أن يدفع هذا الاستفتاء العلاقات التركية العربية إلى الأمام حيث قال :”بالتأكيد ستنطلق علاقات تركيا للأمام مع الجميع، عربيا وأوروبيا وإفريقيا. فأي دولة صديقة لتركيا سوف تستفيد من تركيا الجديدة أكثر وستتعمق العلاقات معها، ولن يكون ذلك على حساب العلاقات التركية الأوروبية”.
وقال أردوغان حول العلاقات التركية المصرية في ظل العلاقة المتوترة بين كل من القاهرة وأنقرة بسبب دعم هذه الأخيرة لجماعة الاخوان المسلمين :” وفق دراستي لطبيعة المجتمع المصري وتياراته في الداخل والخارج، فإن أغلبهم يريدون عودة العلاقات المصرية التركية، ولكن ليس على حساب الثورة المصرية، وبالتالي ليس منطقياً أن تتراجع تركيا عن المضي قدما في هذا الأمر، مع وضع مكاسب ثورة يناير أمام عينيها”، مضيفا :” المحدد الاساسي هو أن تستمر العلاقات التجارية الثنائية (التركية – المصرية)، فالشركات والمصانع التركية موجودة وتعمل في مصر والعكس، كما أن المستثمرين موجودون في كلا البلدين، مصر وتركيا. فليس هناك ما يمنع أي مصري أن يؤسس شركة أو مصنعا في تركيا، وكذلك الحال في مصر بالنسبة للأتراك، وهذا لا يعد طعناً لأحد من الخلف، وليس لدي ما أنصحهم به، فهم يعرفون هذه الأمور أكثر مني”.
كم تطرق ذات المتحدث للعلاقات الأمريكية التركية، حيث وصفها بالقول :” ء العلاقات التركية الأمريكية مرتبطة بالموقف الأمريكي تجاه تركيا، فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تتواصل مع دولة إقليمية كبيرة بحجم تركيا؛ فمرحبا بها وليست هناك مشكلة، أما إذا كانت أمريكا ستدعم منظمة إرهابية صغيرة عددها لا يتجاوز 60 ألفاً، فالأمر يعود إليهم، ونحن ننتظر موقف ترامب من ذلك حيث أنه لم يتضح بعد، وربما يتضح ذلك بعد لقاء الرئيس الرئيس أردوغان والرئيس الأمريكي ترامب في بروكسل منتصف مايو المقبل”.