قامت صحيفة “فايننشال تايمز” بنشر تقرير يتحدث عن وضع مدينة الرقة السورية، والتي كانت العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة داعش والتي كانت قد أعلنت منذ سنوات إعلان ما يسمى بدولة الخلافة.
ونقل التقرير شهادات العديد من السكان الذين فروا من الرقة واصفا الأمر بأن تماما كيوم القيامة حيث فر الناس في الجهات كلها، وخرج بعضهم إلى الشوارع في ملابس النوم وصرخوا، وصدمت السيارات ببعضها، حيث قال :” إن الذعر الذي حدث في الرقة الأسبوع الماضي جاء بعدما أعلن الجهاديون الذين يسيطرون على المدينة أن سد الطبقة، الواقع شرق المدينة، سينهار بعدما تعرض لغارات من قوات التحالف الدولي، وقالوا إنه في حال انهار سد الطبقة فإن مياهه ستغمر الرقة، مشيرة إلى أنه بعد عشرين دقيقة من هذا الإعلان، قال الجهاديون إن التقارير التي تتحدث عن انهيار السد كاذبة، وأمروا السكان بالعودة إلى بيوتهم”، مضيفا :” مع تلاشي الذعر، فإن سكان المدينة شعروا أن هناك شيئا مختلفا، فـ”الدولة”، التي حكمت لأكثر من ثلاثة أعوام تتبخر، حيث يقول صاحب بقالة، يدعى عمر، تحدث للكاتبة من مقهى للإنترنت كان يتعرض لرقابة شديدة من الجهاديين: “شعرت فجأة أن لا وجود لهم تقريبا، ولم تعد هناك حسبة، وأفرج عن السجناء كلهم، وتوقف عمال النظام وعمال الكهرباء وموظفو الزكاة عن العمل”.
وتابع ذات المتحدث :” التفكك بدأ بشكل تدريجي، إلا أن حالة الذعر التي أصابت المدينة بسبب سد الطبقة مختلفة، ويقول: “كان عناصر تنظيم الدولة مثل الجرذان، كنت أجدهم في كل مكان، وشعرت أنني سأجدهم في بيتي”، ويضيف مازحا: “والآن فهم مثل الأرانب لا تراهم إلا نادرا””.
وحول توقعاتها، قالت الفاينتشال تايمز :” الرقة ستكون الساحة المقبلة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، فيما يقاتل التنظيم من أجل التمسك بآخر معاقله في مدينة الموصل العراقية، التي سيطر عليها عام 2014، لافتا إلى أن الرقة كانت أول المدن التي أحكم التنظيم سيطرته عليها بالكامل، وتحاصر بالكامل من قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة” قبل أن تستدرك كاتبة التقرير بالقول :” في الوقت الذي عانت فيه الموصل من قمع التنظيم، والتدمير بسبب المقاومة الشديدة التي أبداها المقاتلون فيها، إلا أن الفوضى في الرقة تكشف عن معرفة التنظيم بأن أيام حكمه قد انتهت، حيث يقول أحمد، وهو مواطن في المدينة: “الكل يعرف أن الرقة قد انتهت”، ويضيف أن الكثير من الرجال يدخنون في الشوارع، بعد سنوات من منع التدخين ومعاقبة من يضبط مدخنا بالجلد، وحتى النساء اللاتي أجبرن على تغطية أجسادهن من الرأس إلى القدم، تتجرأ بعضهن على نزع النقاب عن وجوههن”.
وتابعت الصحيفة نقل شهادات بعض السكان الذين قالت عنهم :” إنهم يتمتعون الآن بساعة انتقام من أقاربهم الذين انضموا للتنظيم، ويقومون بالسخرية منهم، ويقول أحمد: “ترى الآن بعض الأقارب يهينون أقاربا لهم، ويقولون لهم: ألستم رجالا في دولة؟ وألم يكن شعاركم باقية وتتمدد؟”، ويزعم أحمد أن عائلته فعلت الشيء ذاتها مع قريب لها، حيث وضعته في وسط الغرفة ووبخته وكأنها كانت توبخ زعيم تنظيم الدولة أبا بكر البغدادي نفسه”.