دافعت جماعة الاخوان المسلمين عن خطها الثوري في وجه النظام العسكري في مصر، مؤكدة أنها سطرت ملحمة من الصمود، مؤكدة أنها :” على طريق الصدع بكلمة الحق؛ دفاعا عن حقوق الأمة، واستردادا لحقوق الشعب المصري، وتمسكا بالشرعية، وقصاصا لدماء الشهداء والجرحى، ودفاعا عن حقوق الأبطال الصامدين خلف القضبان” على حد وصفها.
وأخرجت الجماعة بلاغا بمناسبة الذكرى 89 لتأسيسها قالت فيه :” إننا أصحاب عقيدة ومبدأ، نحمل الخير للناس، كل الناس، موقنين أن الباطل سيندحر يوما ما، وستشرق شمس الإسلام، لتعمَّ بنورها، وتفيض بخيرها على الأمة والبشرية جمعاء”، موجعة بعد ذلك تحية إلى من وصفتهم بالأبطال في السجون والمعتقلات الذي يدركون أن وقت الخلاص قريب.
وتابع البيان :” اليوم.. مطلع عام جديد تسطع شمسُه على جماعة الإخوان، لتدخل فيه عاما جديدا من عمرها المديد بإذن لله، مستضيئة بنور القرآن، مستظلة بهدي خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، تصدع بكلمة الحق في ربوع الأرض، لا يثنيها عن غايتها ورسالتها عوائق ولا صعوبات، يضعها في طريقها من لم تنشرح قلوبهم بنور الإسلام، وتملَّكتهم روح العداء ونهج الإقصاء، الذي ارتكبوا من خلاله التجاوزات المنتهكة لكل ما تعارفت عليه الفطرة الإنسانية السليمة”، مضيفة :” لقد ظهرت دعوة الإخوان إلى الوجود (1337هـ / 1928م) في ظروف بالغة الصعوبة، وفي أجواء عاصفة كان يمر بها العالم الإسلامي، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وإلغاء الخلافة الإسلامية، وما صاحبها من عدوان بشع على الأمة الإسلامية ووحدة أراضيها، وبروز المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وترويج الأفكار الغريبة عن دين الأمة وثقافتها، في محاولة لهدم ثوابتها”.
متابعة:” من رحم هذه الآلام، ومن ثنايا المؤامرة على الأمة وعقيدتها، جاءت دعوة الإصلاح الشامل، لتعيد للأمة عافيتها، وتبث ءبدأب ومثابرةء روح الإسلام في قلب الأمة من جديد، وبدأت في بناء الأجيال جيلا بعد جيل على هدي من القرآن الكريم والسنة الشريفة، منطلقة نحو غايتها الكبرى لتحرير الشعوب والعودة بهم إلى أحضان الإسلام الحنيف”، مضيفة :” في رسالته (بين الأمس واليوم)، حدد الإمام الشهيد حسن البنا، يرحمه الله، طبيعة الدعوة، ومَن هم الإخوان، قائلا: “أيها الإخوان.. أنتم لستم جمعية خيرية.. ولا حزبا سياسيا.. ولا هيئة موضعية الأغراض محدودة المقاصد.. ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييها بالقرآن.. ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله.. وصوت داو، يعلو مرددا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وذكرت الجماعة جزء من تاريخها حيث قالت :” قاوم الإخوان المسلمون الظلم والطغيان، أيا كان مصدره، فتكالبت عليهم قوى الشر جميعا ءوما زالتء لإفشال دعوتهم الإصلاحية، ومحاولة استئصالها، وقدم مؤسس الجماعة روحه الطاهرة فداء لدينه، وسعت النظم المتعاقبة لحجب عمل الجماعة ومنع عطائها لأمتها، بالحل والمصادرة والسجن والاعتقال”، مضيفة :” منذ أربعينيات القرن الماضي، نُصبت لها المحاكم العسكرية والاستثنائية، وصودرت أموال أبنائها وممتلكاتهم، ولكنها لم تتمكن ءبفضل اللهء من نزعها من قلوب أبنائها، فمضوا في طريقهم، مقدمين آلاف الشهداء، عبر تسعة عقود من عمرها المديد، وعشرات الآلاف من المعتقلين الصامدين الثابتين على مبادئهم، فما غيّروا وما بدّلوا، ولم تتوقف الدعوة أو تنزوي، بل ازدادت بفضل الله تعالى انتشارا، تنشر الخير في ربوع الأرض”.