قامت صحيفة “تايمز” البريطانية بنشر تقرير حول قوات الحرس الثوري الإيرانية التي تقاتل في الصفوف العراقية والأمريكية غرب مدينة الموصل، آخر المعاقل لدى داعش التي تم الوصول عليها، مؤكدة أن إيران أرسلت 500 من هذه العناصر إلى هناك.
وقالت الصحيفة نقلا عن الصحافة العراقية إن الخطوة الإيرانية جاءت بعد أن كان الولايات المتحدة الأمريكية بنقل 400 من قوات المارينز إلى الجبهة السورية، حيث انتقل إلى هناك 500 من المستشارين الأمريكيين.
ونقلت الصحيفة عن مارس أوميغا، المحلل في شئون العراق بالمؤسسة الاستشارية قوله :” هناك أعداد من الحرس الثوري (في العراق)، وعادة ما تقوم بغداد بالتعتيم على وجودهم، هذا رد على الإعلان الأمريكي لتعزيز القوات هناك، ماذا سيفعلون وتحت أي قيادة سيعملون؟ سيظل هذا سؤالا جديا”.
وتابعت الصحيفة :” إيران تقوم بتوسيع تأثيرها في معظم الشرق الأوسط منذ عام 2013، وإرسال قواتها الوكيلة إلى نزاعات المنطقة الطائفية، مشيرة إلى أنه في سوريا، فإن مليشيات حزب الله أدت دورا مهما في استعادة الجزء الشرقي من مدينة حلب العام الماضي من قوات المعارضة، التي تقاتل للإطاحة بنظام بشار الأسد”، مضيفا :” في العراق، فإن إيران دعمت مليشيات شيعية يبلغ عددها حوالي 100 ألف عنصر، وعدتها حكومة بغداد في نوفمبر جزأ من القوات العراقية، لافتا إلى أن عناصر الحرس الثوري تعمل في العراق منذ اجتياح تنظيم الدولة أجزاء واسعة من العراق في عام 2014″.
واستطردت التايمز :” قائد فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، زار غرفة عمليات الموصل التابعة للمليشيات الشيعية فيأكتوبر مع بداية الحملة لاستعادة المدينة”، مواصلة :” إيران تعمل على الاستفادة من الفوضى في منطقة الشرق، والعمل على محاور تأثير تمتد عبر العراق وسوريا إلى منطقة البحر المتوسطـ، وهو منظور يخيف إسرائيل العدو التقليدي للجمهورية الإسلامية في المنطقة، بالإضافة إلى دول الخليج العربية”.
وختمت التايمز تقريرها بالقول :” تقارير أمريكية كشفت في الشهر الماضي عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تفكر بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية، وضمه إلى قائمة وزارة الخارجية للجماعات الإرهابية”.
هذا وتعتبر إيران حسب العديد من المتتبعين للوضع الداخلي في العراق، الحاكم الفعلي للبلاد وذلك بعد سقوط نظام صدام حسين سنة 2003 بعد الاقتحام الأمريكي للبلاد وتسليم واشنطن البلاد في طهران حيث أصبح الشيعة الأقوى في العراق.
وواصلت إيران تدخلها العسكري في البلاد عبر مستشاريها وعبر ميليشياتها في البلاد من قبيل حزب الله العراقي والحشد الشعبي، وجاء ذلك بعد أن كان تنظيم الدولة في داعش قد سيطر على العديد من المناطق في البلاد، ما جعل الدول الغربية تدعم التدخل الإيراني الشيعي لإيران في بلاد الرافدين.