قامت صحيفة ذي أتلانتيك بنشر تقرير حول مصير مقاتلي تنظيم الدولة داعش بعد الهزيمة أمام قوات التحالف، وهو الذي كان له موطئ قدم في كل ليبيا وسوريا ولبنان.
وقالت الصحيفة :” التنظيم يعاني من انخفاض عائداته المالية إلى النصف على مدى الستة أشهر الماضية، وتعاني عملياته الدعائية من فوضى، والهجوم على غرب الموصل يقلل من المساحات التي يسيطر عليها، ونهاية ما يسمى الخلافة التي أقامها في الشرق الأوسط تبدو قريبة” متابعة :” في الوقت الذي لا يبدو فيه تحقيق انتصار واضح أمرا محتوما، بحسب سير الأمور حاليا، إلا أنه من الممكن للقوات الأمريكية وحلفائها القضاء على تنظيم الدولة في العراق وسوريا، بقتل مقاتليه أو اعتقالهم، وطرد التنظيم من المدن الرئيسية التي شكلت عماد الخلافة المدعاة، وفي المحصلة السيطرة على معقل التنظيم في الرقة”.
وأفاد التقرير :” التركيز بعد ذلك سينتقل إلى ما سيفعله مقاتلو تنظيم الدولة الأجانب، الذين وصلت أعدادهم إلى عشرات الآلاف من عشرات البلدان، والجواب أن هناك احتمالات عدة، عندما ينتهي أي صراع، من خلال القوة أو الاتفاق عبر التفاوض، فإن الغالب أن ينفض المقاتلون الأجانب في اتجاهات مختلفة، ولا شك أن مقاتلي تنظيم الدولة قادرون: فأثبتوا أنهم مقاتلون بارعون، واستخدموا شبكة الأنفاق التي أنشأوها لنقل الرجال والمواد، بالإضافة إلى أنهم أتقنوا إنتاج السيارات المفخخة ونشرها لإبقاء عدوهم على مسافة بعيدة عنهم” مستدركا :” المقاتلين الأشداء، خاصة الأجانب الموجودين في دائرة زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي وكبار قادته، سيبقون في الغالب في العراق أو سوريا، وسينتظرون الانضمام إلى المقاومة السرية (تنظيم الدولة رقم 2)، وأغلب الظن أن يتجمع هؤلاء الشظايا من تنظيم الدولة في تنظيم إرهابي سري، وبالإضافة إلى القيام بغارات متفرقة وكمائن، وربما بعض الهجمات الكبيرة، باستخدام انتحاريين، فهؤلاء المقاتلون سيرتاحون ثم يتسلحون ثم يتعافون”.
وحول مسألة الولاء، قالت الأطلانتيك :” خلال هذا الوقت، فقد يغير هؤلاء المقاتلون انتماءهم بين القليل من المجموعات، بما في ذلك تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام وأحرار الشام، (التي شكلت ائتلافا فضفاضا للمقاتلين السلفيين)، وسيسعون للبحث عن مناطق غير مسيطر عليها أبعد من أوامر القوات العراقية والسورية وحلفائهما.
ثم نقلت الصحيفة عن الخبير في الإرهاب بروس هوفمان توقعه الذي قال فيه :” يسعى بعض مقاتلي التنظيم لمصالحة مع تنظيم القاعدة،هذا هو الخيار الوحيد لديهم للاستمرار في نضالهم، المقابلات مع بعض مقاتلي التنظيم الغربيين تشير إلى أن الخلاف الفكري بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة أكبر من أن يتم جسره بسرعة، لكن الوقت قد يغير هذا الأمر”.
وتابع المقال :” هناك مجموعة أخرى من المقاتلين هم المرتزقة الممنوعون من العودة إلى بلدانهم، حيث يتوقع أن يشكلوا مجموعة من المجاهدين الذين ليس لهم وطن، الذين سيسافرون إلى الخارج للبحث عن مسرح لجهادهم القادم –اليمن وليبيا وغرب أفريقيا وأفغانستان– لحماية حدود ما يسمونه الخلافة والحفاظ عليها وتوسيعها، وهؤلاء هم ذرية المجاهدين الأصليين الذين شكلوا صفوف تنظيم القاعدة، وحاربوا في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي والشيشان والبلقان، وسيرحب المنتمون لتنظيم الدولة والجهاديون السنة المحليون بتدفق الجهاديين الذين صقلتهم المعارك”.