يمكن القول أن الإعلام العربي تماما كالإعلام العالمي أصبح لا ييلهث سوى بكلمة “الإرهاب” و”محاربة الإرهاب”، وهو ما جعل العديد من المهتمين يطرحون أسئلة مهمها حول دول الأنظمة العربية الرسمية في توفير المناخ المناسب حتى تتكاثر لهذه الجماعات المسلحة في التكاثر.
وأفاد هيثم أبو خليل، الناشط السياسي والحقوقي المصر في تصريح صحفي :” إرهاب الأنظمة هو الأساس، وهو الإرهاب الذي يدفع الشعوب ثمنه بالقتل والتهجير”، متابعا :” “الإرهاب” الذي تمارسه الجماعات المسلحة بأنه إرهاب ردة الفعل”، أو تفريخ العنف المضاد، الأنظمة المستبدة ربما تستحضر هذا الإرهاب وترعاه؛ لأنه يدعم وجوده”.
وتابع ذات المتحدث :” إرهاب الجماعات لا يولد وينتشر إلا بحاضنة شعبية، وهذه الحاضنة لا تنشأ بسهولة، وإنما ينتجها إجرام الأنظمة، والظلم والتهميش الذي تمارسه” ثم زاد :” هنالك دور انسداد الأفق السياسي، وفشل الربيع العربي؛ في توجه فريق من الشباب إلى العنف، حل مشكلة العنف يجب أن يكون سياسيا، وذلك عبر خلق أجواء مصالحة حقيقية، وتعزيز الحرية”.
في نفس السياق، أفاد عيد المرزوقي الناشط في منطقة سيناء المصرية أن الأنظمة العربية لها دور مهم وأساسي في تفاقم مشكلة الإرهاب، حيث قال :” لم يكن هناك إرهاب يثير الخوف ويستحق الحرب، وإنما جماعات محدودة بسيطة، كان من اليسير على النظام حل المشكلة بإجراأت أمنية محدودة بالتعاون مع القبائل والأهالي”، في إشارة إلى ما يحدث بصحراء سيناء.
وتابع المرزوقي: “كانت هناك نية واضحة، وخطة تصعيد منذ اللحظة الأولى من استيلاء الجنرالات على السلطة في البلاد، وذلك بخلق حرب مهما كلّف الأمر من قمع وقتل وتشريد للمدنيين في سيناء” مضيفا :” الهدف من استعداء المجتمع في سيناء وقمعه كان خلق مساحات أوسع للتنظيمات المسلحة وليس العكس، النظام كان في أمس الحاجة للحرب على الإرهاب، من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية لم يكن ليحققها لولا هذه الحرب.
وزاد ذات المتحدث :” النظام استخدم وجود أفكار متطرفة لتبرير الحرب، وإن سياسات النظام نفسها سياسات متطرفة، وهي التي خلقت شبيها لها متمثلا في ظهور تنظيم الدولة الذي استغل الخراب في سيناء، فبايعه عدد من الأفراد، فدعمهم بالمال والمقاتلين، وجلب لهم الأسلحة والخبرات، ليبدأ الواقع بالتغير الجذري بفعل آلة القمع التي أنتجت الإرهاب”.
في نفس السياق، قال محمد العمار، الباحث السوري المختص بالقضايا السورية :” داعش، حالة.. لا تعترف بالآخر، ولا تتعامل معه إلا بلغة واحدة؛ هي لغة القوة” مضيفا :” تنظيم الدولة “ليس نمطا فريدا كما تحاول أن تظهره الميديا العالمية، بل إن له نظائر وأشباها كثيرة في العالم”.
وأضاف ذات المتحدث: الفرق بين داعش (تنظيم الدولة) وأنماط الظاهرة الداعشية غير المرصودة، أو غير المفكر فيها؛ هو في طبيعة تعبيرات القوة التي تستعملها، ففي حين يصر تنظيم الدولة على استعمال تعبيرات القوة الأكثر خشونة وفظاظة وبدائية؛ تستعمل نظائرها أنماطا من القوة أكثر بطشا وتدميرا، لكنها أقل إثارة للشعور العام”.