لم يكن النظام سابقا يسعى لصناعة أعداء ظاهرين كما يحدث فى الوقت الراهن حيث اتخذ سياسة الهدنة والجمع بين كل العقليات والأطراف لمنع وجود أى مؤامرات يشعر بها المواطن العادي وكان كل ذلك فى مقابل الاستقرار الذى ظل الشعب الجزائري يبحث عنه مند العشرية السوداء حيث كانت العلاقات الخارجية للنظام مع الدول جميعها مستقرة بشكل قوي حتى المغرب.
خلال السنوات الأخيرة من حكم بوتفليقة اتخذت المعارضة مسلكًا قويًا بعد توارد الأنباء عن تمهيد الرئيس لتوريث شقيقه سعيد وتمكينه من رئاسة الجمهورية لتكون المعارضة هى (العدو الأشرس) للرئيس بوتفليقة وهو ما دفعه للبدء فى موجات اعتقال وتضيق عليهم من خلال حبسهم بموجب القانون الذى أرق الشعب وهو قانون الطوارئ والذي يفتح بابه بسبب الارهاب. ان استراتيجية صناعة العدو أصبحت مهمة أسهل بكثير من استراتيجية صناعة حليف أو صديق فهى استراتيجية تتبناها الأنظمة الحاكمة على مستوى العالم لتحقيق الاستمرار ويساهم النظام فى الترويج سواء للحلفاء أو الأعداء الجدد ليستفيد منهم كفزاعة للشعب للسيطرة على بواطن الأمور وضمانًا لاستمراره وتحقيقًا لأطماعه وتخويفا للشعب والجماهير وصناعة مواطنين على هيئة خرفان بالإضافة إلى استخدام الإعلام كصوت للترويج لتلك الفزاعات أو الاتجاه لتلميع الحليف وهو ما يخلق حالة من انعدام الثقة بين المواطنين.
ان الإرهاب كان ولا يزال الفزاعة التى تؤرق الشعب الجزائري فلم يخلو خطاب للنظام إلا وتحدث عن الإرهاب وكيفية القضاء عليه خاصة ما يحدث فى الجبال والحدود ورغم قدرة الجيش الجزائري للقضاء عليه إلا أنه مستمر حتى هذه اللحظة دون توقف !!! اما المغرب فكان لتلك الدولة وضع خاص فعلى الرغم من أن الأجيال السابقة قد نشأت على أن المغرب عدو لدود يغتصب الأرض وان جميع مشاكل البلاد مصدرها المغرب حتى اصبح لدينا شعور في لاوعي ان اي مشكل في البلاد سببه المغرب. ولم يكن هؤلاء وحدهم هم الأعداء أو الحلفاء الذى يروج لهم النظام لتوجيه الشعب سواء ضدهم أو معهم فكانت للمعارضة نصيب الأسد فى عهد الرئيس بوتفليقة حيث ظهر عدد لا بأس به من المعارضين من الكيانات الثورية والشخصيات السياسية التى أصبحت عدوًا للرئيس داخليًا وخارجيا ليتم استخدام الإعلام الموالى للرئيس فى الترويج لعدم وطنية هؤلاء المعارضين (ايادي خارجية) ورغبتهم فى إسقاط الدولة الجزائرية ككل وليس الرئيس فقط وهو ما يدفع الشعب ليكون فى حيرة ويقف فى صمت يشاهد ما تأول إليه الأحداث بسبب ان نظام يذكره بالعشرية السوداء عن طريق العمليات الارهابية.
النظام يريد تخويف الناس بفيلم الإرهاب لكن الشعب يعرف انه ليس هناك إرهاب انما هناك إستعمار غير مباشر من طرف الحركي احفاد الفرنسيين العملية الاخيرة ما هي إلا عملية ترويض وتخويف للشعب النظام وأعوانها خائفون من المد الفكري والوعي الذي اصبح ينتشر بين الناس وعرفوا أن مصالحهم مهددة والأمر اصبح خطير لذلك ان لم ينفع فيلم الارهاب ربما نشاهد فيلم الحرب مع اشقائنا المغاربة وان غدا لناظره لقريب.