يشهد عالمنا المعاصر منافسة مستمرة بين الزوجين في مختلف مجالات الحياة. وقد اتسعت دائرة التنافس الزوجي لتشمل الجانب المهني والمادي والاجتماعي والثقافي. واصبحت الحياة بين الزوجين من الصعب ان تستمر على وتيرة التعاون، حيث بدأت مشاعر الفردية والانانية تتغلغل، لتشعل نيران المنافسة بينهما. فما هي اشكال تلك المنافسة ومخاطرها؟
مخاطر التنافس بين الزوجين
في العلاقة التقليدية يأخذ التنافس والصراع اشكالا تختلف عن العلاقة الحديثة حيث يعمل الزوجان خارج المنزل. وقد يكون للعصر الحديث وقيمه التي تشجع على الفردية والانانية، دور اساسي في التشجيع على التنافس بين الزوجين. وهي قد تحول دون اشاعة الالفة والتعاون والمحبة. ويحاول احد الزوجين منافسة الاخر وتحطيمه في بعض الاحيان، فتتحوّل المنافسة الى منافسة مدمّرة تؤدي الى الفشل الزوجي. والمنافسة غير المتوازنة بين الزوجين، تعدّ من أسباب الطلاق على صعيد العالم. فهي قد تصبح مصدر كراهية بين الزوجين اذا كانت مترافقة بالكبرياء والعجرفة.
اشكال المنافسة
تتخذ المنافسة بين الزوجين اشكالا عدة منها ظاهرة ومنها خفية غير مباشرة. فالمنافسة بين الزوجين من أجل التحكم بتربية الأطفال، وأخذ المسؤولية لتدبير أمور المنزل، والتفرد في اتخاذ القرارات المتعلقة باختيار الأصدقاء، وكيفية تنظيم العلاقة بين عائلتي الزوج والزوجة من دون أدنى اعتبار لآراء الطرف الآخر، تولّد مع مرور الزمن شعورا بالمرارة في الأسرة، وتخلق جوّا مشحونا بين الزوجين والأولاد الذين عادة ما يضطرون الى الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك.
ومن أهم أسباب المنافسة هو تعالي الزوج أو الزوجة، بسبب الانتماء الأسري، والتباهي بالانتماء الى عائلة أغنى أو أكثر ثقافة أو مكانة في المجتمع. اضف الى ذلك، فان بعض الرجال لا يتقبلون الزوجة ان سطع نجمها، وزاد علوها ماديا او ادبيا او علميا عنهم. فيجدون صعوبة في التعامل مع زوجاتهن اللواتي اصبحن اكثر نجاحا منهم ماليا، ويحققن مركزا اكبر.