العالم كله يعرف أن الجزائر تتميز بعدد من الثروات الاقتصادية التي تجعل من هذا البلد بلداً غنياً حقاً بأتم معنى الكلمة غير أن الواقع المفزع يقول إن الجزائر بلد غني بالثروات الباطنية والموارد البشرية الشابة والنشطة غير أن فيه الفقراء أكثر من أي دولة فقراء يملكون ثروات هائلة ولا يستطيع استفادة منها.
وبعملية بسيطة تقول أرقام مداخلنا أننا لو لم نشتغل كشعب وانتظرنا فقط ما يأتينا من حقنا من الثروات الطبيعية المصدرة إلى الخارج لكان نصيب كل مواطن جزائري شهريا 5 ألاف دينار شهريا هذا الكلام لا يعجب قادتنا بل لا يمكنهم أن يفهموا المقصود منه فاليوم تحصي الجزائر ما يفوق الـ 5 مليار دولار أرباح شهرية من مداخيل الثروات الباطنية غير أن هذا الرقم الذي يعتبر مؤشراً ممتازاً على أداء اقتصاد أي دولة في العالم لا يعكس واقع الشعب الجزائري الذي يشبه من يدعي امتلاك ثروة غير أنه محروم من التمتع بها فمازلنا في بلادنا نرى وفي كل يوم من يقتات من الأماكن المخصصة لتجميع النفايات ونرى من يمتهن التسول بل إن قرى بأجمعها في الصحراء الجزائرية وفي المناطق الداخلية ما تزال تعيش على ضوء القمر ليلاً ولم تعرف شيئاً اسمه الكهرباء ولا حتى مسكناً يتوافق مع ما يمكن أن نسميه مسكناً بل يوجد أطفال لم يعرفوا شيئاً اسمه مدرسة هؤلاء مواطنون يعيشون على الهامش وكأنهم ليسوا من مواطني هذا البلد .