الخروج الأخير للأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني ،عبد العزيز بلخادم،في لقاء بعبد الرحمن بلايات ،زعيم المعارضة في مواجهة الرئيس الحالي لجبهة التحرير الوطني، عمار السعداني لم يكن من قبيل الصدفة، إذ أنه كان عملا سياسيا محضا. هذا، مع العلم أن عبد العزيز بلخادم ممنوع من هياكل جبهة التحرير الوطني، من خلال قرار رئاسي، منذ أغسطس 2014. اندفاع بلخادم هذا ، بعد كسوف سياسي طويل، يحدث في وضع استثنائي يتميز بمرض رئيس الجمهورية وما يترتب عن ذلك من آثار على مؤسسة الرئاسة. في هذا الاطار، يعتبر خروج بلخادم الاعلامي تحديا مباشرا وجها لوجه مع رئيس الجمهورية. على الجانب الآخر، عمار السعدني، يحافظ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، المعني الأول في هذه القضية و الذي يعتبر الحليف الأقرب للدائرة الرئاسية، على صمته الأكثرغموضا.
أيضا، فإن الانقلاب الأخير الذي أجهض في تركيا، كان من الممكن أن يخرج عمار سعداني عن صمته. حيث أن ، أحمد أويحيى، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي سارع إلى إدانة هذا الانقلاب ، سائرا على خطى رئيس الجمهورية الذي فعل نفس الشيء. لذلك فان نهج الأمين العام لجبهة التحرير الوطني لا يناسب بأي شكل من الأشكال شؤون الدائرة الرئاسية. ويذكر أن، أحمد أويحيى رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، كان يخضع مؤخرا لهجمات أمامية مباشرة من طرف السعدني، متهما إياه بعدم ولائه للرئيس. ولكن، خلافا لجميع التوقعات، كان الرئيس قد بعث برسالة تهنئة إلى أحمد أويحيى، في المؤتمر الأخير لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي نظم في شهر مايو الماضي، و أشاد بكونه على رأس هذا الحزب. و بالتالي فلقد أجاب الرئيس اجابة لاذعة على ادعاءات السعدني. ، وكان أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، قد بعث برسالة تهنئة الى عمار سعداني، بمناسبة المؤتمر الأخير و الذي بدوره أشاد به كرئيس لجبهة التحرير الوطني.
من هنا يطرح السؤال نفسه : هل كانت تهنئة بوتفليقة لأويحيى حقا موجهة له ؟،أم كانت موجهة الى متلق آخر . يمكننا أن نفهم الآن لماذا سارع بوتفليقة وأويحيى لإدانة الانقلاب في تركيا، ولم يفعل السعدني.