تحدثت صحيفة إيطالية عن الأهمية التي أصبح يحظى بها حزب الله الشيعي اللبناني في سوريا، والذي أصبح من أكثر القوات العسكرية نفوذا وفاعلية في الصراع بين النظام السوري الذي يدعمه، ضد المعارضة الشعبية المتولدة عن الثورة السورية سنة 2011، حيث أصبح الحزب كابوسا كبيرا يطارد نظام الأسد ويضاعف من مخاوفه.
وقالت صحيفة ” أبوكليس لايكا” الإيطالية في تقريرها :” إن من أبرز الأسباب التي تثير مخاوف الأسد والجيش السوري على حد سواء؛ “التواجد القوي لحزب الله والمليشيات الشيعية على الساحة السورية، وتدخلها في الصراع الدائر في المنطقة، وعلى الرغم من استعادة النظام السوري السيطرة على حلب؛ فإن الانتصار الحقيقي سيبقى لحزب الله”، مضيفة :” مساعدة إيران لحزب الله في سوريا، وخاصة من خلال تزويده بالأسلحة؛ أكسبته أهمية عسكرية كبيرة في دمشق، وجعلته من أكثر القوات البرية فاعلية وقوة على الأراضي السورية، على الرغم من العدد النسبي للمقاتلين الذين يقاتلون تحت لوائه، على حد تعبير جملة من المحللين”.
وعادت الصحيفة الإيطالية إلى بداية حزب الله اللبناني في مشاركته بالحرب التي شنها النظام السوري أولا على الشعب الغاضب ثم من بعد ذلك على المعارضة التي بدأتت تتسلح تدريجيا بدعم من المحور السني حيث قالت :” نشاط قوات حزب الله في سوريا “انطلق فعليا في عام 2012، بعدما تمكنت هذه القوات من عبور الحدود السورية، بالتنسيق مع قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وإثر ذلك؛ شارك حزب الله في معركة الزبداني ضد الجيش السوري الحر، ومن ثم اقتصر تواجد قواته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان”، مضيفة :” أول هجوم منسق بين القوات الجوية التابعة لجيش بشار الأسد وحزب الله ضد وحدات الجيش السوري الحر المتواجد في نفس المنطقة؛ كان في عام 2013، حيث تمكن حزب الله على إثرها من التمركز في سوريا حتى اليوم، على حساب الجيش السوري الحر” على حد قولها.
وتابعت الصحيفة الإيطالية :” تضاؤل النفوذ العسكري للجيش السوري بشكل تدريجي؛ ساهم في تعزيز تواجد واستقرار حزب الله في سوريا، ومكنه من التغلغل أكثر داخل البلاد، وذلك بفضل التوجيهات التي كان يتلقاها من قبل المستشارين العسكريين الإيرانيين، والنظام السوري نفسه، وروسيا فيما بعد، بعض التقديرات تؤكد أن سوريا كانت تضم في سنة 2014، ما يقارب الأربعة آلاف مناصر لحسن نصرالله، أي ما يعادل ثمانية بالمئة من إجمالي عدد المقاتلين الشيعة في سوريا”، مستشهدة بما قاله علي ألفوناه، العضو البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بمعهد واشنطن والذي صرح بالقول :” حزب الله نشر ما يربو على 860 مقاتلا في سوريا بين عامي 2012 و2016″، مشيرة إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان بيّن أن عددهم ارتفع إلى حدود 1387 مقاتلا، “أما المخابرات الإسرائيلية؛ فقد أشارت إلى أن عددهم يقدر بحوالي 1500 مقاتل”.
وعن استفادة حزب الله اللبناني من هذه المشاركة في الحرب السورية أفاد التقرير :” حزب الله يطمح إلى تقوية نفوذه في سوريا من خلال العمل على أربع جبهات أساسية، تتمثل في المشاركة الفاعلة في الصراع، وتدريب المليشيات، والتمتع بالدعم اللوجستي، وتهيئة الظروف الملائمة لتعزيز وجوده في جنوب سوريا، وذلك تحسبا لمواجهة مستقبلية مع “إسرائيل” انطلاقا من سوريا”.