قال الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في مصر بعد الإنقلاب العسكري في يوليوز 2013، أن اختلافا كبيرا نشأ بينه وبين الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، الذي كان من المنظرين المقربين من النظام العسكري في مصر طيلة عقود، وذلك حول الكيفية التي يجب الإطاحة من خلالها بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي، عضو جماعة الاخوان المسلمين.
وقال البرادعي حول ماهية هذا الاختلاف :” هيكل كان يرى أنه لا بد من وجود طريقة دستورية قانونية، كما حدث في “ثورة يوليو”، حين رحل الملك بعد تنازله لولي عهده، وتشكل مجلس وصاية عليه، بينما كان هو (البرادعي) يرى أننا في حالة ثورة، وبالتالي نضطر إلى اللجوء لأساليب من خارج النظام”، مستدركا :” لكن ما حصل في مصر بعد مظاهرات 30 يونيو أننا لا حصَّلنا ثورة، ولا إطار دستوري”، ومؤكدا أنه كان يرفض إجراء استفتاء حول إجراء انتخابات مبكرة مبررا ذلك بالقول أنه في بعض المرات قد تضطر للعمل خارج النظام، معتبرا أن 30 يونيو كانت تصحيحا لمسار الثورة المصرية يوم 25 يناير، وذلك عن طريق المظاهرات والضغط والحشد الشعبي ضد السلطة آنذاك.
البرادعي وفي حوار له مع قناة “شبكة التلفزيون العربي” خلال برنامج “وفي رواية أخرى” قال أنه ورغم رفضه الاستفتاء الشعبي إلا أنه فوجئ بإحتجاز محمد مرسي، لكنه لم يكن هنالك بدائل أخرى على حد قوله.
وقال البرادعي مدافعا عن ما قام به من تمهيد تسليم مصر للعسكر مرة أخرى :” جبهة الإنقاذ حين تشكلت كانت تحمل أربعة مطالب، هي وزارة تكنوقراط تعد لانتخابات البرلمان، وقانون انتخابات جديد، ونائب عام محايد، وتعديل الدستور، مرسي لو كان استجاب لهم؛ لاستمر في الحكم حتى الآن”، مضيفا :” مرسي لم يستجب أيضا لوساطة أوروبية لحل الأزمة السياسية في مصر، حين زار ممثل الاتحاد الأوروبي، برناندينو ليون، مختلف الأطراف السياسية، وكان بالبداية يقول إنه يحرز تقدما قبل أن يفشل، ويغادر البلاد، بعد أن أبلغه مرسي برفضه أي تعديل بالوزارة”.
وقال البرادعي الذي كان حريصا على تبرئة نفسه :” مرسي كان سيستمر أيضا بالحكم لو استجاب لهذه المبادرة، التقيت بالدكتور سعد الكتاتني، رئيس البرلمان سابقا، قبل شهرين من 30 يونيو، موضحا: “قلت له مطالبنا بالأربعة، وإننا عايزين تعديل الدستور في المواد ذات الصبغة الدينية، فقال لي: “إحنا الاخوان ماعندناش مشكلة، دي مواد وضعت في الدستور لإرضاء السلفيين”، مضيفا :” الكتاتني طلب منه مهلة حتى يعود من سفر بعدها إلى طوكيو، لكنه لم يتواصل معه مرة أخرى، بعد أن فشلت هذه المحاولات، قررت “جبهة الإنقاذ” رفع سقف مطالبها إلى الانتخابات المبكرة”.