احتجاجات كبيرة انطلقت ضد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وذلك خلال زيارته لمدينة قفصة جنوب غربي البلاد، تزامنا مع تحركات طلابية تطالب بالحق في التشغيل والتنمية الحقيقية التي تنشدها البلاد منذ اسقاط نظام زين العابدين بن علي.
السبسي الذي اختار مدينة قفصة نظرا لرمزيتها على اعتبار أن أول مظاهرات انطلقت مطالبة بإسقاط بن علي سنة 2008 كانت من ذات المدينة، كما أفادز وزارة الإعلام والاتصال برئاسة الجمهورية.
المدينة ورغم الاستعدادات الكبيرة التي سبقتها بقيادة إبن السبسي نفسه، إلا أن عددا من المظاهرات كانت قد انطلقت تزامنا مع ما أسماه المحتجون “الزيارة البروتوكولية”، حيث قام عدد من المستقبلين للسبسي بالهتاف باسم المرزوقي، الرئيس التونسي السابق.
ومن باب السخرية، قام عدد من الناشطين صورا لشباين كانا يقومان بمسح أحذيتها قبل المشي في الشارع، في الإشارة إلى حملة النظافة غير المسبوقة التي شهدتها المدينة قبل زيارة الرئيس التونسي التسعيني.
وتفاعلا مع هذه السيارة، اعتبر عمار عمروسية، عضو مجلس نواب الشعب عن محافظة قفصة أن القرارات التي أعلن عنها السبسي كانت فقط بمثابة ذر الرماد على العيون، لأن السبسي لم يزر قفصة فعلا، ولكنه فقط حلق فوقها بطائرته.
من جهته اعتبر الصغير الشامخ، الباحث الاجتماعي إن وجود حركات احتجاجية في هذه الفترة من السنة، والتي تتزامن مع ثورة الياسمين، التي أسقط رأس نظام زين العابدين بن علي.
وأضاف ذات المتحدث في تصريح صحفي :” الجامع بين التحركات الاجتماعية في مختلف المناطق؛ تشبثها بمطلب مركزي غاب عن طاولة النقاش السياسي والتناول الإعلامي، رغم كونه أحد المحركات الرئيسة للثورة التونسية، وهو مطلب التنمية والعدالة الاجتماعية، التي تمت دسترته تحت عنوان التمييز الإيجابي قبل ثلاث سنوات، ولكن دون خطوات عملية لتفعيل ذلك ضمن السياسات العامة الدولة”، مضيفا :” جملة هذه التحركات يمكن فهمها على أنها رد الفعل المرتقب على تواصل “الإقصاء الاجتماعي”، وأنها تقدم الدليل على عجز السلطة السياسية لا فقط عن معالجة قضايا التنمية والتشغيل، بل وأيضا عن توقع مثل هذه الاحتجاجات، باعتبارها أصبحت عادة شبه سنوية، وهو دليل على غياب الرؤية والعقل الاستراتيجي”.
واعتبر الشامخ أن لهذه الحركات العديد من الإشارات حيث أفاد:” “هذه الحركة تؤشر أيضا إلى مكامن خلل كبير؛ يتعلق بتعطل مسار وضع منوال تنموي جديد، لتتحول الحرية ءباعتبارها المكسب الوحيد أو الأهمء إلى وسيلة للتعبير عن الرفض والانتفاض ضد الوضع القائم”، مضيفا حول مآلات هذه التحركات الموسمية :” حول حركات اليوم إمكانية تحول شعاراتها من المعجم الاجتماعي إلى المعجم السياسي أقول إن المشهد الحالي هو رد فعل من ضحايا منظومة أمعنت في تفقيرهم، وهو الشيء الذي يجعل من الصعب التكهن بسقف رد الفعل بالنظر لخيبة الأمل، والشعور المتزايد بالتهميش والإقصاء.