طغيان الجنرال الحاكم (الجنرال شنقريحة) ببلادنا صنعه الشعب الجزائري عندما أقنعوه أنه الرجل الأعظم والجنرال المبجل الذي لم تحبل الأرض بمثله فسجدوا له وخنعوا لقوله وفعله فصدَّق أنه فوق الطبيعة فاستعبدهم واستباح حرياتهم في ألمانيا ارتفع سعر البنزين فقام الشعب الألماني وتركوا سياراتهم في الطرقات ورجعوا إلى بيوتهم دون أي تخريب أو تدمير فلم يأتي اليوم التالي إلا وقد رجع سعر البنزين كما كان في تركيا حصل الانقلاب فخرج الشعب كله وأعادوا الدولة من جديد في غضون ساعات بسيطة ولكن كل هذا حصل عن وعي من الشعب ليس عن غوغاء في الجزائر انقلب العسكر على السلطة في التسعينيات ومزال الشعب لم يتحرك ويدفن رأسه في التراب.
نعم صناعة الخراب والدمار بالجزائر هو من اختصاص الشعب لذا لا تلوموا الجنرالات على ظلمهم وطغيانهم ولكن لوموا أنفسكم وليكن في علمكم أن أي ظالم ليس إلا نتاج شعب صنعه بنفسه الشعوب تصنع الخراب بصنعها للحكام وتقديسهم لهم وصناعة الحاكم ليس بجديد فهو موجود منذ قديم الزمان وفرعون خير دليل على ذلك حتى سمى نفسه أنه الرب الأعلى عندما أخبروه شعبه بأنه كذلك كذلك حال جنرالاتنا يعتلي أي جنرال (من بومدين إلى شنقريحة) كرسي الحكم بالجزائر فيلتف حوله مجموعة من المنافقين فيوهموه أنه القائد الأعظم والمخلص للشعب ولولاه لانطبقت السماء على الأرض وأن السماء لا تمطر إلا ببركته والأرض لا تنبت إلا من آثار قدمه والجو لا يستقيم إلا باستقامة صحته فينظمون لهم مهرجانات واحتفالات حتى تقنع الشعب أنهم كذلك فيصدِّق الحمقى منهم ويصفقون اعترافًا بغبائهم ومن خالف ذلك يرونه مارق خالف قوانين الطبيعة يا للحماقة الشعب الجزائري يتلقّى كل أنواع الضربات المهينة والمذلّة من قطع للمرتبات وانعدام السيولة والأمن والأمان ويواجه الظلم والخطف والقتل والاغتصاب والطبخ والذبح والسلخ وانتشار الجريمة والعمالة والخيانة وموت الضمير ومحاربة الوطنيّة والنخوة بمزيد من الصمت ودس الرؤوس في الرمل لذلك لا تنتظر صلاحًا جراء ذلك فالنهاية محتومة بأنها ستكون وخيمة وكارثيّة وحتمًا سنجد خيرة أبناء هذا الوطن في السجون والمعتقلات إن لم يصادر الجنرال شنقريحة حياتهم.