أكدت نهاية الحراك بالجزائر أن سيرورة التغيير الحقيقي في الجزائر توقفت ولهذا سارع الجنرالات ونخبتهم إلى تقديم شهادة وفاته وضاعفوا محاولات إجهاضه منذ البداية وقد انتهت القصة كما أرادوها ربيعا عابرا ينتهي بحلول الصيف ليتحول إلى خريف يجهز على آمال كل من خرجوا في تلك المظاهرات للمطالبة بحقهم المشروع في الكرامة و العيش الكريم…
يبقى المتتبع للوضع العام بالجزائر مندهشا بحجم التناقضات الصارخة التي يعرفها بلدنا بين جزائرين: جزائر كذب تبون والمشاريع الكبيرة الوهمية وجزائر السيارات الفخمة و الفيلات والقصور والمنتجعات السياحية بمسابحها الضخمة وملاعب الكولف الشاسعة التي يعيش فيها أسر الجنرالات و جزائر تحتل رتب متدنية في جميع المؤشرات جزائر يعاني ثلثي مواطنيها من حالة فقر و يعاني شبابها من حالة بطالة بنيوية جزائر تضطر بعض مواطناته للولادة أمام أبواب المستشفيات ويحرم العديد من حقهم في الخدمات الصحية جزائر رهنت سيادتها الغذائية بتقلبات أسعار المواد الأساسية العالمية حيث نستورد ما بين 60 و 80 في المائة من حاجياتنا من القمح لهذا أعتقد أن التناقضات الصارخة وحالة الظلم التي نعيشها في الجزائر نجد تفسيرها في تقارب كارثي بين ثلاثة ظواهر مجتمعة ومركبة يستند و يغدي كل واحد منها الآخر : (الاستبداد السياسي) و(الفشل الاقتصادي) و(الجهل والخوف).