في الجزائر الرئيس لا يترك كرسي الحكم إلا بالموت أو القتل أو الخلع أو السجن وبما أن الروح مازالت في الجسد فهو مستعد أن يحكم دولة كاملة ولو بالإشارة بعينيه أو حتى صورة كبيرة في كادر أنيق يليق بفخامته وهذا ما فعله الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة حيث كان يعتبر ميت سريريا لا يقدر على الحركة ولا الكلام ولا حتى التفكير ولكنه حكم الجزائر لسنوات عبر صورته وهذا الذي لم يفعله أي رئيس أو حاكم في كوكب الأرض…
ففي عهد بوتفليقة كان الوزراء والهيئات الحكومية تتّعامل مع صورة الرّئيس بوتفليقة على أنّها هو نفسه حيث أقدمت نخبة من نقابة المحامين على تقديم التحيّة لصورة الرّئيس في شكل مصافحة قبيل أحد اجتماعاتها كما التفت رئيس الحزب الحاكم في ذلك الوقت جمال ولد عبّاس إلى صورة بوتفليقة وطلب العفو منها لأنّه سيقوم بالردّ على بعض معارضيه بلغة خشنة كما صفق ووقف كل الحاضرين في القاعة التي اجتمع فيها وزير الدّاخلية السابق نور الدّين بدوي برؤساء البلديات حين قام أحدهم بإزاحة السّتارة عن صورة الرّئيس بوتفليقة كما أثارت صورة قبل سنوات لأداء مسؤولين جزائريين صلاة عيد الأضحى بوجود “إطار صورة” للرئيس عبد العزيز بوتفليقة جدلا بين الجزائريين وقال البعض إن الصورة تؤدي الصلاة بدلا عنه كما اظهر مقطع فيديو مقتطف من التلفزيون الجزائري ظهور صورة للرئيس يحملها شخصان في نشاط يفترض أنه رسمي وكان المفروض أن يحضره بوتفليقة ويظهر المقطع المصور كيف يقف الحاضرون تحية لصورة الرئيس على نغمات فرقة الحرس الجمهوري وهي تؤدي التحية العسكرية نعما لقد عاش الشعب الجزائري الذي سيحرر فلسطين وكوكب زحل من الكائنات الفضائية تحت حكم صورة لسنوات عديدة.