قالت مصادر روسية أن اتفاقا جديدا طرح على أرض القضية السورية والحرب في البلاد من أجل تقسيم “بلاد الشام” لمناطق ذات نفوذ إقليمية، على أن يتم تعيين شخص جديد للرئاسة للسنوات المقبلة خلفا لبشار الأسد، الذي يكون حسب نفس المصادر آخر ممثل لنفوذ “آل الأسد” على سوريا، والذين جاؤوا لحكمها بإنقلاب عسكري قاده والده حافظ الأسد.
وأضافت تقارير صحفية قادمة من بلاد الكريملين :” هناك اتفاق إطار بين روسيا وتركيا وإيران سيسمح بحكم ذاتي إقليمي في إطار هيكل اتحادي تسيطر عليه طائفة الأسد العلوية ولا يزال في مراحله الأولى وهو عرضة للتغيير وسيتطلب موافقة الأسد والمعارضة المسلحة وفي نهاية المطاف دول الخليج والولايات المتحدة”.
وقالت ذات المصادر أن سلطات الأسد سيتم تقليصها في الفترة القادمة حسب ذات الإتفاقية، فيما سيتم السماح له من طرف روسيا وتركيا بالبقاء على رأس الحكم حتى وصول الانتخابات الرئاسة القادمة، ليتنحى بعد ذلك لصالح مرشح علوي آخر، يتوفر فيه شرط “عدم الإثارة للإنقسام” كما هو الحال الآن، مضيفة أن إيران، أحد أكبر الداعمين للأسد لم تقتنع بعد بالسيناريو، لكن من المؤكد أن الأسد سيرحل في آخر المطاف، بطريقة تحفظ له ماء الوجه هو وأسرته، حيث من المنتظر أن يلتحق للعيش بروسيا في ضيافة بوتين أو في إيران التي عرضت استضافته في مرات عديدة.
وصرح أندرو كورتونوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، وهو عبارة عن مركز أبحاث مقرب من وزارة الخارجية الروسية :” هناك تحرك صوب حل وسط… الاتفاق النهائي سيكون صعبا لكن المواقف تتغير”، رافضا أن يتم ذكر أسماء مرشحين محتملين لخلافة بشار الأسد، مع تردد اسمين في القيادة كخليفتين محتملين للأسد.
هذا، وفي حالة نجحت روسيا في هذه المساعي التي بدأت منذ مدة، من المنتظر أن يدشن نظام الأسد مباحثات سلام جديدة بين الحكومة في دمشق والمعارضة في منتصف شهر ينانر القادم، على أن تحتضن مدينة أستانه، عاصمة قازاخستان حليف روسيا المقرب هذه المباحثات، والتي ستكون منفصلة عن المفاوضات المتقطعة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، كما أنها لن تشمل واشنطن والإدارة الأمريكية في بادئ الأمر.
هذا وكان مسئول أمريكي رفض نشر إسمه قد قال في تصريح صحفي :” هذه الدولة التي لديها اقتصاد في حجم اقتصاد إسبانيا.. أقصد روسيا.. تتبختر وتتصرف كما لو كانت تعرف ماذا تفعل”، مضيفا :” لا أعتقد أن الأتراك والروس يمكنهم فعل ذلك، لا يمكنهم القيام بمفاوضات سياسية من دوننا”.
وكان وزراء الدفاع والخارجية في كل من سوريا وتركيا وإيران قد التقوا في العاصمة الروسية موسكو في 20 دجنبر الماضي، من أجل وضع المبادئ التي يجب أن يلتزم بها أي اتفاق سوري من أجل حل الوضعية السورية.
وأكدت المصادر الروسية بعيد الاجتماع على بعض النقاط بالقول :” الخطوة الأولى هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد ثم الشروع في المحادثات، وسيكون الهدف عندئذ إشراك دول الخليج ثم الولايات المتحدة وفي مرحلة لاحقة الاتحاد الأوروبي الذي سيطلب منه ربما مع دول الخليج أن يتحملوا فاتورة إعادة الإعمار”.