بدأت مخاطر الطائفية والتفخيخ المذهبي للمقررات الدراسية في اليمن، تظهر بشكل كبير في المدن التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن، والتي أصبحت في الوقت الأخيرة تتقارب بشكل كبير مع جمهورية إيران الشيعية، المتبنية للمذهب الإثني عشري، وذلك في الوقت الذي تتجه فيه الجماعة لإجراء العديد من التعديلات على بعض المقررات المدرسية في الوقت الذي بدأ التحذير من هذه التعديلات تأخذ طابعا جديا.
وفي نفس التوجه، قال المركز اليمني للدراسات والإعلام التربوي والذي يعتبر جهة مستقلة إن جماعة الحوثي تتجه نحو تعديل مقررات الدراسة والتربية في اليمن، وتقوم بتفخيخها بأجندات وصفها المركز بـ “الطائفية”، وهو ما يظهر بعض المخاطر الثقافية والفكرية داخل أدمغة وفكر الطلبة الصغار، والذي تزال نسبة كبيرة منهم في سن الطفولة.
وأضاف المركز في بيان رسمي له نشرته بعض المصادر الصحفية :”الحوثيين يصرون على إعادة تعديل مناهج التعليم المدرسي بالقوة، ولديهم توجهات جديدة في إعداد مناهج جديدة تخدم أجندتهم الطائفية، ما ينبئ بمخاطر تهدد النسيج الاجتماعي، وتعمق الهوة الثقافية والفكرية في البلاد”، حيث يدير يحيى الحوثي، شقيق زعيم الحوثيين الحالي وزارة التربية والتعليم في حكومة “الإنقاذ” اليمنية، والتي تم تشكيلها مناصفة بين كل من الحوثيين وعلي عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق بالعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة هذه القوات المدعومة بشكل أساسي من طرف إيران والميليشيات الشيعية منذ شهر نونبر الماضي.
وأبدى المركز اليمني رفضه الشديد لمسألة إحداث أية تعديلات على مقررات التربية والتعليم أو على مستوى الهيكل الإداري والفني لوزارة التربية والتعليم من طرف أي جهة كانت، سواء تعلق الأمر بالحوثيين أو تعلق الأمر بقوات الشرعية، مع التأكيد على ضرورة إبعاد المؤسسات التربوية والتعليمية على الصراع السياسي في البلاد.
واعتبر ذات المركي أن قيام الحوثيين على تعديل المناه المدرسة في هذا التوقيت هو تجاوز للتوجهات الدولية للتعليم في حالة الطواريء، داعيا في الوقت نفسه لضمان استمرار التعليم وتكوين الأجيال بعيدا عن الأجندات السياسية والفكرية بين الأطراف المتحاربة، المختلفة سياسيا وفكريا وحتى عقديا ومذهبيا، وهي الفريق التي ليست بالصغيرة، مضيفا إن العمل على تعديل هذه المناهج التعليمية من طرف الحوثيين في وقت تستمر فيه الحرب، ويبتعد فيه اليمن على الأقل في الوقت الحالي عن الاستقرار السياسي، هو أمر يتجاوز بشكل كبير الأبعاد التربوية، بل يقوم بإنتاج ما وصفه المركز بـ ” جيل مفخخا بالأفكار الطائفية والمناطقية لا أكثر”.
كما لفت المركز أن تعديل المناهج التعليمية في الوقت الحالي، يتجاوز التوجهات الوطنية المجمع عليها في وثيقة الحوار المجتمعي الوطني، والتي أكدت في توصياتها أن تتضمن المناهج الدراسية مبادئ الدستور الجدد للدولة الاتحادية.
مطالبا في نفس الوقت مختلف المكونات التربوية وقادة الرأي العام بالوقوف في وجه ممارسات جماعة الحوثي المهددة بشكل أساس للهوية الفكرية والوطنية لليمن “السعيد”.