أخبرت إيمان أني أصبت بالغثيان، و اضطررت للخروج كي أشم بعض الهواء، فأحضرت لي كأس ماء و نزعت حجابها لأن الضيف قد رحل، أخبرتني ممازحة أنه صديق زوجها المقرب و أنه سيتزوج قريبا …و يبدو أن زوجها يعطيه النصائح.. ليتها تعلم أنه يتقن لعبة الحب كما يتقن لعبة الخداع و الجرح و لا يحتاج لأي نصائح أو دروس …
باركت لي إيمان و دعت لي بالسعادة و راحة البال و أنا أؤمن لعل الله يستجيب لقلب نقي كقلبها …
عدُت إلى البيت … أفرغت حقيبتي … و بحثت عنه في كل مكان ، كنت في حاجة إليه .. في حاجة ماسة إليه، ذلك الدواء
الذي أهدته لي العمّة … من يعلم ربما له مفعول حقيقي، ربما ينجح، ريما تندمل جراحي و يزول ألمي إن تناولته … ربما ..
جلست على الأرضية و بكيت من كل قلبي… بكيت على نفسي، أي يأس يدفع فتاة متعلمة مثلي لأن تصدق بوجود حبوب
للنسيان… بوجود وردة تسمى وردة النسيان .. أي يأس جعلني مستعدة لأجرب أي شيء في سبيل الخلاص منك يا أيمن ..
ليتنٍي لم أعرفك … ليتني لم أعرفك يوما..
مرت الأيام سريعا و حان يوم الخطوبة … ارتديت الفستان الأزرق و وضعت حجابي ثم نظرت إلى المرآة … و دون أن
أشعر قلت في سري لا بد أن أيمن سيجن حين يراني أرتدي هذا الفستان .. ثم تذكرت أن أيمن لن يجن إن رآني .. و لن يأبه
حتى بي ، و تذكرت أني على بعد لحظات من الارتباط بشخص غيره ، نزلت حينها دمعة من عيني.. لمحتها أمي فهمست
في أذني … كل عروس تبكي ليلة زفافها لكن ليلة زفافك لم تحن بعد فلم تبكين منذ الآن ..أظنك منزعجة لأن هالة لم تستطع
الحضور .. لابأس يا حبيبتي لقد أخبرتني والدتها أنها كانت ترغب في ذلك بشدة لكن المرض فاجئها و لم نستطع أن نؤجل
الحفل بعد أن دعونا الجميع …ابتسمت لأمي كي أرضيها ثم ذهبت لأجلس في مكاني قربه، و كان يبدو سعيدا … سعيدا
للغاية ، كم أخشى أن أظلمه، كم أخشى أن أعذبه… كنتِ محقّة يا هالة، أنا فعلا أنانية .. أنانية جدا يا صديقتي .. أنا أنانية …