كشف الانقلاب الفاشل في تركيا ليلة الجمعة صبيحة السبت النقاب عن الوجه الحقيقي للقادة الغربيين. هذا الانقلاب الذي رافقه الترقب و التشويق طوال الوقت ،كان قد استمر لعشر ساعات قبل أن يتم إحباطه. ولم يدن قادة الغرب هذا الانقلاب اللادستوري الا بعد معرفة أنه سينتهي لصالح مؤيدي الرئيس اردوغان. حتى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، انتظروا أكثر من 10ساعات لادانة هذا الفعل الواضح بشأنه القانون الدولي.اذ أنهم لم يبدوا اي رد فعل الا عندما علموا أن الرئيس أردوغان قد أمسك بزمام الوضع . وكان العكس ليصبح صحيحا لو أن مؤيدي الانقلاب هم الذين انتصروا.أي أن القادة الغربيين كانوا ليرسلوا لهم الدعم والتهاني، اذ أن المصالح تجبرهم على ذلك.فلتذهب الديمقراطية والقانون الدولي الى الجحيم في مثل هذه الحالات بالنسبة للغرب.
ومع ذلك، فإن الحقيقة الجلية هي ما يوجد على أرض الواقع الان. لأن البلدان الغربية انتظرت الى حين أن تيقنت مما ستؤول اليه الامور لإدانة الانقلاب مما يدل على أنهم يريدون سقوط اردوغان. ولأن تركيا في عهد أردوغان أصبحت ديمقراطية حقيقية، أرادوا من خلال سقوط أردوغان، سقوط الديمقراطية. لم يرغبوا في ديمقراطية تختلف من حيث الهوية والأيديولوجية عن ديموقراطيتهم. ولأنهم يعرفون أن الناتج المحلي الإجمالي في البلاد قد زاد في ظل ديمقراطية أردوغان ب 4 مرات، اذ انتقل من 200 ملياردولار في عام 2002 إلى ما يقرب من 1000 ملياردولار في عام 2016. و لأن القادة الغربيين يعرفون أن تركيا في ظل حكم العسكر، سوف تهبط بالناتج المحلي الإجمالي من 1000 ملياردولار إلى 200 دولار في فترة وجيزة من الزمن، أرادوا سقوط أردوغان بعدم إدانتهم للانقلاب منذ البداية، لأنهم كانوا يعرفون أن الدكتاتورية لا تجتمع أبدا مع التنمية.
ومنه، فان الأتراك أدركوا جيدا الوجه الحقيقي للغرب. وبالتالي،يتوقع الخبراء الجيوسياسيين انسحاب تركيا من حلف شمال الأطلسي بالاضافة الى اعراضها عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.