في خروج إعلامي جديد له، أكد بشار الأسد، رئيس النظام السوري أن العلاقة التي تجمع كل من نظامه ونظام عبد الفتاح السيسي بالقاهرة بدأت في التحسن بشكل واضح، مشيرا أن هذه العلاقة في الوقت الحالي تقتصر فقط على التعاون الأمني فقط.
وأكد الأسد ترحيبه الشديد في مقابلة له مع صحيفة “الوطن” التابعة لنظامه بالتصريحات الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي قال فيه أن مصر وجيش مصر يفضلون وبشكل واضح دعم ما أسماه الجيوش الوطنية، والتي منها “الجيش السوري” حيث قال الأسد :” نتمنى أن تنعكس تصريحات الرئيس السيسي على رفع مستوى هذه العلاقة”، في ظل بعض التقارير التي قالت أن جيش السيسي يدعم الأسد وجيشه في حربه حاليا، خصوصا على مستوى جبهة حلب.
وأضاف الأسد في تصريحه :” نعرف أن الضغوطات على مصر لم تتوقف، سواء من الغرب، الذي يريد منها أن تلعب دورا هامشيا باتجاه محدد، أم من بعض مشيخات الخليج التي لم تدخل التاريخ، وتريد من دولة تحمل واحدة من أقدم الحضارات في العالم أن تكون مثلها”، معتبرا أن السبب الرئيس في الحفاظ على العلاقات السورية المصري ولو على مستوى متدني خلال فترة الرئيس المصري محمد مرسي، عضو جماعة الاخوان المسلمين هو كون المؤسسة العسكرية لم تكن ترغب بالقطيعة بين مصر وسوريا، لكن شدد في نفس الوقت أنه لا يوجد حتى الآن أي تشاور على المستوى السياسي بين البلدين، حيث قال :” أستطيع أن أقول إن العلاقة تتحسن ببطء، ولكن الأفق ما زال محدودا بالإطار الأمني”، مضيفا :” بقي هناك قنصلية تعمل بالحد الأدنى من الموظفين، بعد زوال حكم الإخوان في مصر، بدأت هذه العلاقة تتحسن وهي ما زالت في طور التحسن، وكانت زيارة اللواء علي مملوك، والتصريحات الأخيرة للمسؤولين المصريين وعلى رأسهم السيسي، هي مؤشر لهذه العلاقة، ولكن لم تصل للمستوى المطلوب”.
وكان السيسي قد قال في تصريح صحفي شهر نونبر الماضي أن الدولة المصرية تدعم ما أسماها “الجيوش الوطنية” في كل من سوريا والعراق وليبيا، من أجل محاربة “العناصر المتطرفة” وهو تطور كبير قام به السيسي بإعلانه بشكل مباشر عن دعم بشار الأسد، وهو ما اعتبره مراقبون تطورا طبيعيا للأهداف الاستراتيجية لنظام السيسي الذي يخاف من تفوق الاسلاميين على بشار الأسد وتفرغهم لمصر حسب ما أفاد مراقبون.
كما أتى هذا التصريح كالقشة التي قصمت ظهر بعير العلاقات المصرية السعودية، خصوصا أن التدهور الذي تعيشه العلاقة السعودية المصرية، بعد تصويت مصر لصالح المشروع الروسي الخاص بهدنة حلب، وهو ما رفضته الرياض وعاقبت من خلاله السيسي بمنع الإمدادات النفطية لأول مرة منذ 3 سنوات من دعمها انقلاب عسكر مصر على سلطة الاخوان المسلمين.