منذ عهد الخائن بومدين تم تقسيم الجزائر إلى قسمين الجزائر العليا حيث يسكن الأسياد والمواطنين والجزائر السفلى حيث يسكن العبيد والمواطنين من درجة الخامسة ويكفي انه عندما تسأل طفلاً عن عمره فينظر إليك نظرة استغراب ثم لا ينطق بكلمة واحدة فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما تسأل طفلاً عن مستواه الدراسي فيجيبك أنه لا يعرف حتى مكان المدرسة أو أن الأخيرة بعيدة جدًّا فاعلم أنك في الجزائر السفلى عندما يقطع الأطفال الصغار عشرات الكيلوميترات بحثا عن حاجياتهم اليومية فاعلم أنك في الجزائر السفلى…
وعندما تطئ قدمك أرضاً جافة قاسية المناخ في جميع الفصول فاعلم أنك في الجزائر السفلى وعندما تجد عقول راجحة و فقر مذقع يهشم طموحات السكان شبابًا و شيبَا فاعلم أنك في الجزائر السفلى وعندما تستنزف ثروات منطقة دون أية عائدات ولا تعويضات فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما ترى واحات من النخيل أغلبها متأثر بالجفاف و الطفيليات و بعض الأمراض الفتاكة فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما يستمر الإقصاء و التهميش مواسم عدة فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما يفرح البعض بحلول فصل الشتاء ليستمتع بمنظر الثلج و البعض الأخر تبدأ معاناته مع بداية الشتاء فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما تموت المرأة الحامل و هي في الطريق إلى أقرب مستشفى لتضع مولودها فاعلم انك في الجزائر السفلى عندما تجد قوماً لا يدخلون في حسابات الميزانية العامة ولا في روبورطاجات قنوات الصرف الصحي ولا في برامج التنمية البشرية التي يهلل ويطبل لها إعلامنا فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما يسكن البعض في المنازل الفخمة بنوها من أموال الشعب و البعض الأخر يقطن في الكهوف وسط حياة قاسية لا يشعر بقسوتها إلا من إكتوى بنارها فاعلم انك في الجزائر السفلى وعندما تجد ارض فيها كل ثروات التي تحلم بها أي دولة وسكانها من أفقر سكان كوكب الأرض فاعلم أنك في الجزائر السفلى.