توفي الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاما، بحسب ما أعلنه شقيقه الرئيس راؤول كاسترو.
وقال راؤول، الذي خلفه في منصب الرئيس عام 2008، عبر التلفزيون الوطني إن “قائد الثورة الكوبية توفي حوالي الساعة 22.29 هذه الليلة” (03.29 بتوقيت غرينيتش السبت).
حكم فيدل كاسترو كوبا عبر نظام الحزب الواحد لنحو 50 عاما قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راؤول، ويقول أنصار كاسترو إنه أعاد بلدهم إلى شعبها، لكنه يُتهم بقمع المعارضة.
وخاطب الرئيس راؤول كاسترو، الذي بدا شاحبا وحزينا، الشعب الكوبي في خطاب متلفز قائلا إن شقيقه قد مات وإنه ستتم مراسم حرق جثمانه في وقت لاحق من اليوم السبت، وستستمر مراسم الحداد الوطني في كوبا على زعيمها لعدة أيام.
وأنهى راؤول خطابه بترديد الشعار الثوري الكوبي “هاستا لا فيكتوريا سيمبري” أو “إلى النصر دوما”.
و الراحل فيدل كاسترو قد تقاعد عن الحياة السياسية في الفترة الاخيرة، باستثناء كتابته احيانا لعمود في صحيفة كوبية.
وكان كاسترو قد أدلى بخطاب نادر في أبريل الماضي، وذلك في اليوم الأخير من مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي، قد أكد خلال كلمته على أن المبادئ الشيوعية في كوبا لا تزال حية وأن الشعب الكوبي “سينتصر”، وقال: “قريبا سيصبح عمري 90 عاما، وهو أمر لم أتوقعه مطلقا”.
وقد نجا كاسترو من عدة محاولات لاغتياله خلال القرن العشرين، وكان أطول زعيم ظل في السلطة في نظام جمهوري وليس ملكي، اذ مر خلال فترة توليه للسلطة عشرة رؤساء أمريكيين.
و أثناء فترة علاجه من مرض في الأمعاء كان قد أصابه في عام 2006، سلم كاسترو السلطة لأخيه راؤول مؤقتا، الذي ظل يدير مهام منصبه حتى أصبح رئيسا بصورة رسمية بعد ذلك بعامين.
وخلال فترة الحرب الباردة، ظل فيدل كاسترو، الذي اختير رئيسا عام 1976، صوتا مناهضا للولايات المتحدة.
وقاد كاسترو جيشا صغيرا من مقاتلي حرب العصابات، ليتمكن من الاطاحة بحاكم كوبا العسكري حينها، فوليغنسيو باتيستا، مستخدما تكتيكات بارعة في حرب العصابات، ومحققا دعما جماهيريا كبيرا له.
وخلال عامين من سيطرته على السلطة، أعلن كاسترو اعتماد الأيديولوجية الماركسية- اللينينية خطا لثورته، وربط كوبا بصلات متينة مع الاتحاد السوفييتي.
وعلى الرغم من التهديد الأمريكي المستمر بغزو كوبا والحصار الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة، تمكن كاسترو من المحافظة على ثورته الشيوعية في بلد لا يبعد سوى 145 كيلومترا عن شواطئ فلوريدا الأمريكية.
وقد أثر انهيار المعسكر الاشتراكي عام 1991 كثيرا على أوضاع كوبا خاصة الاقتصادية إلا أن بعض المحللين يرون أن الحكومة تمكنت من التقليل من أثاره السلبية.
وأعرب الرئيس الهندي براناب موخرجي عن حزنه العميق لرحيل كاسترو، واصفا إياه بأنه “صديق خاص جدا” للهند.
وقال الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو إن كاسترو أحد الشخصيات البارزة في القرن العشرين وصديق عظيم للمكسيك.
وقد شهدت مدينة ميامي الأمريكية، التي تضم أكبر جالية كوبية من المعارضين للحكم الشيوعي في بلادهم، بعض الاحتفالات برحيل كاسترو في عدد من أحيائها.
محطات رئيسية في حياة فيدل كاسترو:
1926: ولد كاسترو في مقاطعة اورينت شمالي شرق كوبا.
1953: سجن بعد قيادته انتفاضة فاشلة ضد نظام حكم الجنرال باتيستا.
1955: اطلق سراحه من السجن بعد صدور عفو عام.
1956: بدأ مع رفيقه تشي غيفارا حرب عصابات ضد الحكومة الكوبية.
1959: اسقط نظام حكم الجنرال باتيستا، وأدى اليمين الدستورية رئيسا لوزراء كوبا.
1961: قاوم غزوا قام به معارضون كوبيون برعاية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في خليج الخنازير.
1962: تسبب في اندلاع ازمة الصواريخ الكوبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، بعد موافقته على نشر الاخير لصواريخ نووية في كوبا.
1976: انتخبته الجمعية الوطنية الكوبية رئيسا لكوبا.
1992: توصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن اللاجئين الكوبيين.
2008: سلم كاسترو الرئاسة مؤقتا لشقيقه راؤول بسبب معاناته من مشكلات صحية، ثم تنحى عن الرئاسة بعد عامين ليصبح راؤول رئيسا بشكل رسمي.
و بهذا يكون العالم الاشتراكي قد ودع أحد رموزه الذين استطاعوا فرض وجودهم في عالم رأسمالي هيمن على العالم، و بقيت الهوية الاشتراكية هي السمة المسيطرة على الحياة السياسية في كوبا، لكن بعد رحيل كاسترو هل ممكن أن تشهد كوبا تغييرا في بنيتها السياسية و الاقتصادية؟