خرج المنتخب الوطني الجزائري بخفي حنين من بطولة كأس افريقيا للأمم في الغابون، بعدما أقصي من دور المجموعات، أمام منتخبات كانت في متناولة، بعدما كان الجمهور الجزائري يراهن على هذه البطولة للعودة للواجهة القارية، ورد الاعتبار للكرة الجزائرية التي تراجعت منذ مونديال البرازيل، فماهي أسباب اخفاق الخضر؟، وماهو دور الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟، وماذا ينتظر الفريق الوطني في المستقبل؟.
اعتبر جل المهتمين والمدربين مشاركة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس افريقيا نكسة جديدة، تبرز الواقع السلبي التي تعيشه الكرة الجزائرية، في غياب استراتيجية كروية على المدى المتوسط والبعيد، واعتماد الفاف فقط على المنتخب الأول، البحث عن المحترفين واللاعبين الممارسين في الفرق الأوروبية، وذلك لتغطية الواقع المتردي للكرة المحلية، والذي يعيش على إيقاع الهرم المقلوب، بسبب غياب قائدة كروية كروية واسعة للفئات الصغرى سواء بالنسبة للأندية أو على صعيد الجهات.
فقد غابت المواكبة التقنية خلال مشاركة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس افريقيا، حيث غابت المتابعة الفنية من قبل الادارة التقنية للفاف، من اجل اعدادي تقارير حول مستوى الفريق الوطني مقارنة مع بقية المنتخبات، وتحديد مكامن الخلل والنقص الذي يعاني منه المنتخب، لاسيما في ظل اهتمام الكونفدرالية بهذه المسألة، وتكليف أطر تقنية وأعضاء في اللجنة التقنية للكاف، بتقييم حصيلة مشاركة المنتخبات الافريقية، وتقييم مستوى كل منتخب.
فقد كان لزاما على الاتحادية الجزائرية إرسال العديد من الاطر الجزائرية إلى الغابون، من اجل تقييم مستوى الكرة الافريقية ودراسة المستوى والأساليب التي أصبحت تعتمد عليها المنتخبات القارية، خلال البطولات الكبرى، خاصة المنتخبات المعتادة على الوصول للأدوار المتقدمة، مثل مصر والكاميرون وغانا، حتى تستفيد المديرية التقنية من هذه التقارير على صعيد الفرق الوطنية والمنتخبات العمرية المقبلة على خوض استحقاقات قارية مهمة خلال السنة الحالية.
فمسؤولية الاتحادية الجزائرية تقتضي البحث عن أساليب جديدة، من مدارس كروية عالمية، وعدم الاعتماد فقط أو الارتباط بالمدرسة الفرنسية، التي لم تعطي أي نتيجة للكرة الجزائرية منذ عشرات السنين، حيث أن المدارس الكروية الافريقية، اعتمدت على تنويع مصادرها، من خلال مدربين وخبراء من الكرة الألمانية، والهولندية، والانجليزية، والأرجنتينية، والايطالية، والبرازيلية، والبرتغالية، وذلك من أجل تطوير المستوى المحلي، وتكوين الفئات الصغرى التي مستقبل الكرة المحلية.
فقد أصبحت الفاف أمام مسؤولية كبرى امام الرأي العام والجمهور الجزائري، لكي تعيد النظر في الطريقة التي يتم من خلالها تدبير شؤون الكرة الوطنية، الشيء الذي يتطلب خارطة طريق جديد على مدى عشر سنوات للرقي بمستوى بطولة الرابطة الرابطة، وخلق مراكز تكوين متعددة، والاعتماد على التنقيب في المؤسسات التعليمة والمدارس الخاصة، إعادة تأطير وتكوين الأطر والمدربين الذين يشتغلون مع الفئات الصغرى، عبر القيام بدورات متعددة تحت إشراف خبراء من الدول الرائدة كرويا مثل ألمانيا أو الأرجنتين أو البرازيل.
فليس المهم هو جلب مدرب عالمي لتدريب المنتخب الوطني الجزائري، وصناعة الانتصارات المرحلية والموسمية، لكن الأهم هو بناء منظومة كروية ذات قاعدة واسعة، قادرة على انتاج المواهب وتكوين لاعبين للمستقبل، حتى تصبح الكرة الجزائرية ذات قيمة قارية ودولية، وقادرة على إنتاج لاعبين محترفين في المستقبل.