تعرض المنتخب الوطني الجزائري لهزيمة قاسية امام المنتخب التونسي بهدفين لواحد، ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس افريقيا للأمم، المقامة في الغابون، وقد مني الخضر بهذه الخسارة المفاجئة بسبب عدة أخطاء كانت بارزة في المعلب، والتي أثرت سلبا على مردودية اللاعبين، ومنحت الأفضلية للتونسيين.
فقد لعب المنتخب الجزائري هذه المواجهة بشاكلة (4-4-2)، حيث اعتمد المدرب جورج ليكنس على الرباعي بن سبعيني، عيسى ماندي، غلام ومفتاح في خط الدفاع، وفي الوسط اعتمد على بن طالب وقديورة وبراهيمي، ورشيد غزال، وفي الهجوم سليماني ومحرز، لكن المنتخب التونسي كان أكثر حضورا في وسط الميدان.
فقد برزت الأخطاء الدفاعية في صفوف العناصر الوطنية، حيث غاب التنسيق بين بنسبعيني وماندي على مستوى التغطية، الشيء الذي جعل المهاجمين التونسيين يعتمدون على الحملات المرتدة والسريعة، بسبب بطئ حركة المدافعين الجزائريين، الشيء الذي منح للفريق الخصم ركلة جزاء والتي عقدت مهمة الخضر.
كما ان التمركز الدفاعي للاعبي الخضر لم يكن في المستوى، بسبب صعود فوزي غلام كثيرا للهجوم لتقديم الدعم للخط الأمامي رفقة الظهير الأيمن مفتاح، إلى جانب المساحات الفارغة في خط الوسط والتي تأتي بسبب صعود بن طالب وقديورة لمساندة الهجوم، الشيء الذي يمنح للتونسيين الفرصة للاعتماد على الحملات المرتدة السريعة.
فقد افتقد مهاجمو المنتخب الجزائري على السرعة في الخط الأمامي، في غياب العربي سوداني، كما شكلت الرقابة اللصيقة التي نهجها لاعبو المنتخب التونسي عقبة أمام تحركات رياض محرز واسلام سليماني، والدليل أن هدف سفيان هني سجله بعدما خرج من رقابة المدافعين، بينما لم كان محرز يجد أمامه لاعبين عندما يتوصل بالكرة.
لقد كانت اختيارات المدرب جورج ليكنس ناقصة وتفتقد للرؤية الثاقبة في الملعب، ولإيجاد حلول لاختراق الدفاع التونسي، بينما كانت خصمه المدرب البولندي كاسبيرزاك أكثر ذكاء، بعدما ركز فقط على الحملات المرتدة، واعتمد على الرقابة الدفاعية على كل لاعب للحد من خطورة المنتخب الجزائري.